كان راعي الكنيسة يتكلم مع ربة بيت لم تكن أبدا تعني بالله أو بخلاصها، وتزامن أن كان الحديث في مطبخ المنزل بينما كانت المرأة تضع فوطة المطبخ فوق فستانها، والدقيق في يدها وهي تمسك علبة من ثمار الكريز.
هنا قال لها القس:
"هل يمكنني أن أسألك ماذا في يدك؟"
فأجابته المرأة:
"وعاء به ثمر الكريز"
فسألها:
"ومن أين حصلت عليه؟"
فأجابته:
"من السوبر ماركت"
فقال لها:
"وماذا ستعملين به؟"
فأجابته:
"سأضعه وسط الحلوي التي سأصنعها".
أخذ القس من الحديث مدخلا ليعظ المرأة فقال لها:
"إن ثمار الكريز هي في وضع و حالة وشكل أفضل منك. إننا نعلم أن هذه الثمار هي كريز، كما نعلم من أين أتت، كما نعلم إلي ماذا ستصير، ولكن من خلال حديثي معك استنتجت أنه لا توجد لديك أية فكرة عمن تكونين، ولا من أين أنت، وكيف أصبحت هنا، ولا لماذا أنت، ولا إلي أين ستذهبين، ولا لأي سبب ستذهبين إلي هناك؟".
كانت هذه المرأة تعيش في مشكلة حقيقية، وهذه المشكلة يعيشها كثيرون في زماننا هذا، وهي: لا نعلم من نحن؟ وما هي هويتنا؟
في المسيح فقط يوجد حل لمشكلة الهوية، لأن فيه فقط كل شيء يتماسك، وفيه فقط تجد الحياة لها معني وهوية حقيقية، وبمعني جازم: المسيح هو الذات الحقيقية لكل إنسان، لأنه هو صورة الله غير المخلوقة، والذي بحسبه وعلي شكله صُنعت كل صورة مخلوقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق