يـــوم الخميس من الأسبوع الرابع من شهر بابه ( لو 10 : 1 – 20 )
1- و بعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا و ارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة و موضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي. 2- فقال لهم ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده. 3- اذهبوا ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب. 4- لا تحملوا كيسا و لا مزودا و لا احذية و لا تسلموا على احد في الطريق. 5- و اي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت. 6- فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه و الا فيرجع اليكم. 7- و اقيموا في ذلك البيت اكلين و شاربين مما عندهم لان الفاعل مستحق اجرته لا تنتقلوا من بيت الى بيت. 8- و اية مدينة دخلتموها و قبلوكم فكلوا مما يقدم لكم. 9- و اشفوا المرضى الذين فيها و قولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله. 10- و اية مدينة دخلتموها و لم يقبلوكم فاخرجوا الى شوارعها و قولوا. 11- حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم و لكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله. 12- و اقول لكم انه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة. 13- ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لانه لو صنعت في صور و صيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما جالستين في المسوح و الرماد. 14- و لكن صور و صيدا يكون لهما في الدين حالة اكثر احتمالا مما لكما. 15- و انت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. 16- الذي يسمع منكم يسمع مني و الذي يرذلكم يرذلني و الذي يرذلني يرذل الذي ارسلني. 17- فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. 18- فقال لهم رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء. 19- ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات و العقارب و كل قوة العدو و لا يضركم شيء. 20- و لكن لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات
ع1: آخرين أى غير الإثنى عشر تلميذاً، ويعتبر كل منهم رسولاً وأسقفاً عاماً فى الخدمة بعد ذلك لكل المسكونة، أما السبعين رسولاً فلم يأخذوا أى رتبة كهنوتية ولكن صار بعضهم شمامسة مثل السبعة شمامسة المذكورين فى (أع6: 3)، وبعضهم أقامهم الإثنا عشر كهنة أو أساقفة ليساعدوهم فى الخدمة.
اختار المسيح سبعين رجلاً من الجموع التى تتبعه، الذين رأى فيهم محبة له وللخدمة. ويقول القديس أمبروسيوس، أنهم (72) ولكن القديس لوقا كتب العدد التقريبى أى (70)، ولكن الكنيسة تذكرهم فى صلواتها بعددهم الكامل وهو (72).
وقد أرسل المسيح قبلاً الإثنى عشر تلميذاً، ثم أرسل السبعين رسولاً.
وعدد إثنى عشر يشير إلى أسباط إسرائيل الإثنى عشر، أما السبعين رسولاً، فيشيرون إلى السبعين شيخاً الذين أختارهم موسى حتى يقضوا للشعب (عد11: 16-25).
نظراً لاتساع الخدمة التى سيقوم بها المسيح وقِصَر الوقت، أرسلهم إلى المدن والقرى التى سيبشر فيها، ليعدوا النفوس لسماع تعاليمه وأرسلهم إثنين إثنين، ليشجع كل منهما الآخر.
وقد انفرد القديس لوقا بذكر السبعين رسولاً وإرسالتيهم، لأنهم أُرسلوا إلى بلاد بمنطقة بيرية وهى شرق نهر الأردن حيث اختلط اليهود بالأمم؛ لأن إنجيل لوقا أُرسِلَ إلى الأمم فيهتم بخدمتهم.
ع2: يعلن المسيح حقيقة دائمة، وهى كثرة النفوس المحتاجة للتبشير بالقياس لعدد الخدام، ويضع الحل وهو الصلاة ليختار الله خداماً له، ويحرك مشاعرهم لمحبته وخدمته.
جيد أن تبدأ خدمتك بالصلاة، فتعتمد على الله فيها وتعضيده بإرسال خدام يكملون العمل معك وبعدك.
ع3: تبدو الخدمة صعبة فى أن يكرز الحمل للذئب، ولكن قوة الله مع الحمل تجعله يغير النفوس الشرسة مثل الذئب إلى نفوس وديعة مثل الحمل، فتسند الحمل وتحميه من هجمات واضطهادات الأشرار. وإن سمح الله للخادم بالآلام أو حتى الموت لأجله، فسيعطيه مكاناً عظيماً فى السموات ويستخدم إحتماله للآلام لتوبيخ الأشرار وإرجاعهم بالتوبة إليه فيؤمنوا ويخلصوا.
لا تواجه الشر بالشر، لأن العنف هو اضطراب داخل الإنسان. فكن هادئاً معتمداً على مسيحك القوى، لتمتص ثورة العنفاء وتعلن محبتك القوية للأشرار، لأنهم حتى لو استهانوا بها أولاً، ستؤثر فيهم بعد ذلك... وهكذا تحتفظ بهدوئك وتكسب الآخرين.
ع4: كيساً الذى كانوا يحملون فيه ذهبهم وفضتهم وكل النقود.
مزوداً الذى يحملون فيه الأطعمة.
أحذية لأنها لن تحتمل المشى الكثير بين المدن والقرى أثناء التبشير، فيعتمدون على الله الذى يدبر كل احتياجاتهم.
لا تسلموا على أحد ينبغى التركيز على الهدف وهو التبشير، فلا ينشغل أحد بكثرة التحيات، وطبعاً ليس المقصود عدم إظهار التحية لمن يقابلهم.
يؤكد المسيح ضرورة الإعتماد عليه وليس على الماديات.
ع5-6: إبن السلام من يرحب بالسلام ومستحق له.
يحل سلامكم عليه يتمتع ببشارة الخلاص، فينال سلاماً فى حياته.
يرجع إليكم تحتفظوا بنعمة السلام والخلاص الذى فى المسيح ويثبت فيكم.
يأمرهم أن يقدموا السلام والمحبة لكل من يقابلهم، فإن رفض أحد لا ينزعجوا لأن الرافضين يفقدون السلام المقدم لهم، ويثبت الله السلام فى قلوب الخدام ليواصلوا خدمتهم فى توصيل السلام للكل.
ع7-8: يشجع المسيح رسله بأن يأخذوا احتياجاتهم الضرورية ممن يبشرونهم، وهو الطعام والشراب ومكان الإقامة، أى أقل الضروريات. ويأكلون أى شئ يقدم لهم، غير رافضين أطعمة الأمم التى قد تكون محرمة عند اليهود، لأن هذا التحريم كان رمزاً لرفض الخطايا ليس لشر فى هذا الطعام، وحتى لا يعثروا الأمم الذين يبشرونهم.
الفاعل مستحق أجرته يستحق الخادم أن ينال احتياجاته الضرورية من الخدمة، ولا ينشغل بتدبيرها لتركيز كل جهده فى الخدمة والتبشير.
ويوصيهم بعدم التنقل من بيت إلى بيت طلباً لمكان أو طعام أفضل، بل يقيمون فى مكان واحد تركيزاً على هدفهم وهو الخدمة.
كلوا مما يقدم لكم اكتفوا بما يقدم لكم من طعام، ولا تطلبوا أنواعاً أخرى.
ع9: هدف الكرازة هو تنبيه الناس إلى قرب ملكوت الله، أى الاستعداد له بالتوبة والحياة المقدسة، وعضدهم بصنع معجزات الشفاء لتأكيد بشارتهم وجذب النفوس لسماع تعليمهم.
ع10-11: أخرجوا إلى شوارعها أعلنوا لكل جموع المدينة.
الغبار الذى لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم أى لم نأخذ منكم شيئاً ولا حتى التراب، فلسنا نطلب أى أغراض مادية.
إعلموا هذا إنذار محدد وواضح حتى يتوبوا.
اقترب منكم ملكوت السموات المسيح يريد أن يملك على قلوبكم، فلا تتمادوا فى رفضه لأن نهاية عمركم قريبة وستواجهون الله الديان.
ع12-15: اشتهرت مدينة سدوم بالشر وأحرقها الله (تك19). ومدينتى صور وصيدا، أمر الله بإهلاكهما لشرورهما قديماً (إش 23)، ولكن المدن التى ترفض تعاليم المسيح ورسله، مثل كفرناحوم (التى اتصف شعبها بالكبرياء ورفضوا الإيمان بالمسيح الذى صنع عندهم معجزات كثيرة وتعاليم عديدة)، ومثل كورزين وبيت صيدا، سيكون عقابهم فى الدينونة أصعب من المدن التى أهلكت قديماً.
لأن من يعرف أكثر، يُطالَب بأكثر، فمن تمتع بخدمة العهد الجديد ورفض، يكون له عقاب أكبر ممن رفض تعاليم الله فى العهد القديم، لأن تعاليم العهد الجديد أكثر وضوحاً وقوة.
ع16: أوضح المسيح أن الرسل يمثلونه، فتعاليمه على شفاههم، ومن يقبل تعاليم الرسل يكون قد قبل المسيح نفسه، ومن يحتقر تعاليمهم يكون قد احتقر المسيح، وبالتالى يحتقر الله الآب الذى أرسله.
لا ترفض صوت الله فى كل نصيحة تسمعها، ليس فقط فى الكنيسة والكتاب المقدس وأب الإعتراف، بل اهتم أيضاً بنصائح المحيطين بك.
ع17: فرح الرسل بنجاح إرساليتهم ولقبول الناس تبشيرهم، ولعلهم أبرأوا مرضى كثيرين، ولكن الذى جذب انتباههم هو خضوع الشياطين لهم عندما أمروها أن تخرج من الناس المعذبين بها.
ع18: أكد المسيح لرسله فرحهم بإعلانه أنه قد رأى سقوط الشيطان بسرعة كالبرق من السماء، أى بدء تحطيم سلطانه الذى سيتم بالصليب، إذ أنه اهتز نتيجة تبشيرهم وإخراج أعوانه الشياطين من نفوس كثيرة، وبدء رجوع الناس بالتوبة إلى الله.
ع19: أعطى المسيح لرسله سلطاناً، ليس فقط على الشياطين، بل على كل أعمالهم وإثارتهم للخليقة ضد البشر. فقد حرك الحية قديماً فى الجنة وأسقط آدم وحواء، ومازال يثير الحيوانات مثل الحيات والعقارب لتؤذى الإنسان، بل يثير تجارب ومتاعب لتضرهم، ولكن كل هذا أصبح تحت سلطان الرسل لمنعه بقوة الله، كما ظهر فى حياة القديسين وأولاد الله على مر التاريخ.
ع20: وجه المسيح نظرهم إلى الفرح الأهم، وهو اعتبارهم أبناء الملكوت، بسلوكهم الروحى بإيمان وتوبة وجهاد فى كل فضيلة. فهذا أعظم بكثير من المواهب العظيمة مثل إخراج الشياطين أو شفاء المرضى، لأن الموهبة لا تبرر صاحبها إن لم يتب ويحيا مع الله، أما ثمار الروح القدس والحياة الفاضلة، فتضمن ملكوت السموات. وإن كانت الأسماء قد كتبت، فينبغى المحافظة عليها وتثبيتها بالاستمرار فى السلوك الروحى حتى الموت لكى لا تُمحى.
لا تنشغل بالمواهب مثل القدرة على الوعظ والتعليم، بل بالأحرى تحيا مع الله فى توبة وحب، فهذا هو ما يضمن خلاصك. وإن أعطيت موهبة، فاستخدمها لتمجيد الله باتضاع لئلا تسقط مثل الشيطان المتكبر.
إحمل صليبك فى احتمال وتعب، فلا تضرك شهوات العالم ولا مخاوفه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق