ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

السبت، 13 أكتوبر 2012

الأحد الأول من شهر بابه : لقاء المسيح بالبشرية اليابسة المعوَّقة في المفلوج.

الأحد الأول من شهر بابه : لقاء المسيح بالبشرية اليابسة المعوَّقة في المفلوج.





اللقاء بالمفلوج يمثِّل لقاء الله بالبشرية المعوَّقة الغير قادرة على الحراك في شخص ابن الإنسان. هو اللقاء الأول للمسيح بكل نفس وهي في كامل عجزِها عن البر، فالخطية تشِل النفس والروح والجسد. المشكلة الأولي للبشرية هي الخطية. 

مزمور عشية، "ليترأف الله علينا وليباركنا، وليظهر وجهه علينا ويرحمنا، لتعرف في الأرض طريقك، وفى جميع الأمم خلاصك". يترجى ترؤف الرب، فيظهر وجه علينا نحن الجالسين في الظلمة. كما يطلب معرفة طريق الرب في الأرض وفي جميع الأمم خلاصه. استجابة لذلك في الإنجيل، "فقال لهم يسوع لا حاجة لهم أن يمضوا أعطوهم أنتم ليأكلوا" (مت 16:14). أعطوهم، أمر بسلطان الابن ليعطوا طعاما لكل البشرية، ليس من إمكانياتهم أو علمهم، بل من عطية الآب. 

قراءات باكر تعكس حالة البشرية العطشى لخلاص الرب المتوقعة ظهور مجده، المزمور "يا الله إلهي إليك أبكر، لأن نفسي عطشت إليك، هكذا ظهرت لك في القدس، لأرى قوتك ومجدك.". فبقدر تعطش الرب للقاء البشرية، بنفس القدر البشرية مُعطشة للقاء الرب لذلك تبكر. واللقاء في القدس في الإفخارسيتا لترى مجده في تجسده وصليبه ثم في قيامته وصعوده إلى السماوات والجلوس عن يمين الآب. 

لقاء المسيح بالمفلوج يشرح تدبير الله الآب للخليقة الغير قادرة على الحراك، للقاء بالابن لتنال الشفاء. هناك عوائق مانعة للقاء، فيرسل الله معونته إلى الإنسان وهو في كامل العجز في موقع ألمه، ليُحمل إليه. الله يدبر أمر خلاصنا كله بإرسال ابنه إلى العالم، فنُحمَل به إليه. وفي المسيح نوضع أمام الله. 

هناك أربعة عوائق تمنع الوصول للسيد المسيح. فالخطية تضع الإنسان في حالة شلل روحي كامل تمنع من التحرك لإمكان الوصول للمسيح. وحالة الشلل تضعنا على سرير التمادي والكسل فنتمادى في الخطية نتيجة لليأس. أما المعوق الثالث فهو رأي الناس، الذين يقفون عند الباب لا يدخلوا ولا يسمحوا للناس أن يدخلوا لحضرة الرب. المانع الرابع هو سقف العزلة الذي يفصل بيني وبين المسيح فصلا كاملا مانعا. 

لذلك يرسل الرب أربعة رجال أشداء ليحملوا المريض إليه ويزللوا العوائق الأربعة. الرجل الأول هو يقظة الضمير التي تنتاب الإنسان الخاطئ بزيارة النعمة له من حين لآخر. وعندما نصم الإذن حتى لا نسمع، نسلَّم للرجل القوي الثاني وهو التجارب التي تعصف بنا فتئن أرواحنا فينا. لكن الله الرحيم لا يتركنا للتجارب وحدها، فكلمة الله –الرجل الثالث- تسمعنا صوت المسيح يقرع مع التجربة، فتحملنا. القوة الرابعة التي ترفع الأرواح وتحملها هي عمل النعمة التي تلهب نفوسنا بمحبة الله. 

وقام الرجال الأربعة بأربعة أعمال ذات دلالات. العمل الأول أنهم بالمحبة حملوه حيث المسيح، فالطاقة الدافعة هي محبة الله. وعند الصدام بزحام الناس وعثراتهم عند الباب، فبالإيمان رفعوه إلى السقف، "قال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله" (يو 40:11). وعندما واجهوا سقف الخطية الحائل الفاصل بيننا وبين المسيح كشفوه بالصدق مع النفس والمجاهرة بحق المسيح والاعتراف ليظهر وجهه علينا ويرحمنا. وبعد ذلك يلزم أن يقوموا بالعمل الرابع وهو أن يدلوا المريض أمام المسيح بالرجاء. 
ولكي يدلوا المفلوج أمام المسيح استخدموا أربعة حبال. أول هذه الحبال هي التوبة ودموعها الصادقة. التوبة تحضرنا أمام المسيح مباشرة بالصلاة. وفي كلمة الله نلتقي بالمسيح ونتعرف علي مشيئته. وفي الإفخارستيا نعاين تجسده وصليبه وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب بجسده الذي يحمل سر الكنيسة. 

وعند اللقاء ستسمع أربعة أوامر: مغفورة لك خطاياك، سابقة ضرورية لشفاء النفس أولاً، "ولكن لكي تعلموا إن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك". ثم يقول قم، "لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" (اف 14:5). احمل عنك سرير اليأس والكسل الذي كنت ترقد عليه. وعد لبيتك معافىً لتشهد بكم صنع الرب بك ورحمك. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق