ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

لقاء الأرواح في الجحيم





هذا اللقاء تم بين روحين في بحيرة النار والكبريت .


 انه مكان مظلم ومخيف ومرعب جدا . 
الاول . ما إسمك ؟
الثاني . لا يهم اسمي . فأنا وكل الذين هنا منشغلين بآلامنا . 
الثاني . أين كنت تسكن على الأرض ؟
الاول . كنت أعيش على الأرض في ......... . 
الثاني . يظهر انك جديد هنا ؟
الاول . نعم . فهذا اول يوم لي .
الثاني . ماذا كانت ديانتك ؟
الاول . كنت مسيحيا .
الثاني ( في تعجب ) . كنت مسيحيا !!! . اذن ما الذي أتى بك الى هنا ؟؟؟
الاول . لأني كنت مسيحيا بالأسم فقط . أما حياتي وأعمالي كانت بعيدة عن المسيح . كنت أحيا في وسط عائلة مؤمنة وقريبة جدا من المسيح . فكان أهلي يواظبون على حضور القداس والصلاة . أما أنا فلم أكن مثلهم أبدا . فقد كنت منشغلا بأمور العالم الكثيرة والمغرية . كنت أمارس أسوأ الخطايا في حياتي الأرضية . كانت حالتي مزرية . فقد بدأت إدمان الخمور وإدمان المخدرات . ولم أمنع الشهوات الجسدية النجسة عني . وكنت أشبعها كلما ثارت . وتركت الدراسة . وإنحدر بي الحال أكثر وازدادت حالتي سوءا . كنا أنا وأصدقائي نتبارى في هذه الأمور الشريرة . ظنا منا أنها رجولة وفخرا . كنـت أكذب . وأشتم . وأحلف . وأنافق . ولا أحب أحدا . بل كنت دائما أفكر في نفسي فقط لا الغير . 
الثاني . هل كنت تذهب للكنيسة ؟
الاول . كنت أذهب للكنيسة في الأعياد فقط . لمقابلة أصدقائي في حوش الكنيسة . لم أحاول الوقوف للصلاة داخل الكنيسة أبدا . وإن دخلت كان الملل يشدني سريعا . وأحاول الخروج بأقصى سرعة . لكي التقي بفلانة التي تنتظرني خارجا في حوش الكنيسة . أو مع بقية أصدقائي لكي نسهر معا .
الثاني . ماذا كان يمثل لك المسيح في حياتك؟
الاول . لم أحاول أن اعرفه أبدا كنت أرى صورة رجل مصلوب . وأسمع من الكاهن أن المسيح صلب لأجل خطاياي . ويستطيع أن يخلص كل من أراد أن يخلص . لكني لم أكن أؤمن بهذا الكلام . كيف أترك الخطايا المحببة لقلبي وأعيش في حرمان وحزن ؟ أهذا ما يريده المسيح ؟ أتذكر أن المسيح حاول معي كثيرا حتى يرجعني إليه . بمشكلة كبيرة أو بالضيق أو بالحزن أو بالكلام . وحتى وفاة أحد أصدقائي المقربين بسبب جرعة زائدة من المخدرات لم يجعلني أتوب . لم أحاول اللجوء إلى المسيح حتى يعطيني سلام . بل كنت ألجأ للخطيئة حتى أنسى . 
الثاني . كيف أنتهت حياتك؟
الأول . كنت مع صديقي راجعا بالسيارة إلى المنزل بعد أن سهرت معهم . وليلتها شربنا كثيرا . وأثناء رجوعنا أصبنا إصابة مميتة في حادث على الطريق . فنقلنا إلى المستشفى أنا وصديقي الذي مات فور وصوله المستشفى . بعدها أتت اللحظة الرهيبة جاء دوري وشعرت بأني أموت ولم أحس الا وعيناي تنفتح لترى الشياطين حولي فرحة سعيدة . ترقص وتتهلل . قيدتني الشياطين وأخذوني إلى مكان لا أستطيع وصفه من بشاعته . وأنا في ذلك المكان المرعب رفعت نظري الى الأعلى رأيت جمعا من الملائكة واقفة تبكي حزنا . وهناك في وسطهم رأيت المسيح ونوره يشع ويبهر . كان واقفا في حزن . عندما رأيته سقطت على وجهي ظننت أن المسيح سيأتي ويقيمني كما كان يقيم البائس والحزين . لكنه لم يأتي .
ثم دار هذا الحوار مع المسيح الذي لن أنساه . 
المسيح . من أنت ؟
الاول . ألا تعرفني ؟ أنا فلان إبن فلان ..... .
المسيح . أنا أعرف والدك لأنه يتبعني . أما أنت فكنت بعيدا عني .
الاول . أنا كنت مسيحي .
المسيح . إن كنت مسيحي لماذا لم تتبعني ؟ لماذا كنت تتبع الشيطان ولم تستجب لرسائلي الكثيرة التي أرسلتها لك من خلال عائلتك وأصدقائك المقربين الطيبين ؟ 
الاول . يايسوع المسيح . أرجوك إرحمني لا تتركني مع هذه الشياطين . إنها مخيفة جدا !!!
المسيح . هذه أول مرة تطلب فيها الرحمة . ولكنك نسيت أني عادل وأجازي كل واحد كحسب أعماله . لقد مر زمان الرحمة . والآن هو وقت الدينونة العادلة .
الاول . أرجوك يايسوع المسيح . سامحني أنا أحمق ضعيف لم أفهم وأدرك محبتك . تلذذت بالخطيئة وعشت فيها . ونسيتك . ولكني يارب نادم الآن على كل ما فعلت فأرجوك سامحني واغفر لي .
المسيح . ليتك قلت هذة الكلمات في ايامك وأنت على الأرض .
الاول . يايسوع إرحمني . بكيت وصرخت ( يا يسوع إرحمني ) لكني لم أسمع رد منه هذه المرة . ووجدت نوره يخفت ويبتعد . ثم أخذتني الشياطين وأنا في هذه الحالة المزرية وأتت بي إلى هذا المكان الذي أنا فيه الآن .
الاول . أخي الانسان أريد أن أقول لك نصيحة مني انا الذي لم أسمع النصيحة . أتمنى أن أرجع إلى الأرض ولو لدقائق لكي أقدم توبة للمسيح . لكن هذا شيئا لن يحدث أبدا . أتعرف بماذا أشعر وأنا هنا ؟ حزن وكآبة وندم شديد وتأنيب الضمير . بل يزيد مع الوقت . كثيرا تحزن وأنت على الأرض وتلجأ للمسيح فيعطيك سلاما أما هنا فمهما صرخت من الضيق والحزن فلا تجد سلاما . بل يزداد حزنك وندمك .أريد أن أقول لك شيئا . إندم وإبكي وتوب على خطاياك وأنت على الأرض لكي لا تبكي عليها هنا للأبد بلا فائدة . أتعرف في الجحيم لا يوجد فقط من هم خطاة مثلي . بل يوجد كثيرون غير مؤمنون كانوا يعيشون حياة صالحة لكنهم لم يؤمنوا بالمسيح . لكن أنا عقابي أشد منهم لأنهم لم يكن لهم فرص كثيرة للتوبة مثلي . وهناك آخرون عقابهم أشد مني . كانوا يحيون حياة إيمانية ظاهرية لكنهم كانوا مملوئين شرا داخلهم .
اخوتي في الايمان اتمنى ان يكون هذا التأمل فرصة لفحص الضمير والتوبة والعودة لأحضان السيد المسيح لكل من يسلك في طريق الخطيئة . توبوا الأن لأن التوبة لن تفيد في العالم الأتي . بل هناك يكون البكاء وصرير الأسنان .
سلام الرب معكم



1 التعليقات:

nadia soliman يقول...

Very nice words God bless you

إرسال تعليق