ما هي طبيعة الأجساد بعد القيامة – تحدث عن ذلك على ضوء قيامة المسيح له المجد ومن خلال تعليم القديس بولس الرسول وأقوال الآباء
موضحاً الرأى الأرثوذكسى السليم بخصوص ذلك ؟
الإجابة
موضحاً الرأى الأرثوذكسى السليم بخصوص ذلك ؟
الإجابة
اولاً : قيامة المسيح " باكورة " :
في إجابة على سؤال بخصوص الجسد الممجد لقداسة البابا شنودة الثالث ، في كتابة تأملات في القيامة ، يقول قداسته :
1 – لاشك أن جسد القيامة بصفة عامة هو جسد ممجد وقد شرح القديس بولس هذا المجد بقوله هكذا أيضاً قيامة الأموات يزرع في هوان ، ويقام في مجد ، يزرع في ضعف ويقام في قوة ، يزرع جسماً حيوانياً ، ويقام جيماً روحياً " ( 1كو15 : 49 – 50 ) .
2 – فان كنا نحن سنقوم بجسد ممجد . بجسد روحانى فكم بالأولى كانت قيامة السيد المسيح . هذه القيامة التى كانت " باكورة " ( 1كو15 : 20 – 23 ) ونحن كلنا على مثالها سنقوم في القيامة العامة . واكبر دليل على أننا سنقوم بمثال تلك القيامة هى قول القديس بولس الرسول في رسالته إلى فيلبى .
" يسوع المسيح الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده " ( فى3 : 21)
والمعروف أن الجسد الممجد هو جسد روحانى ( 1كو15 : 44 – 49 ) والجسد الروحانى قد أرتفع عن الوضع المادى من أكل وشرب . وارتفع عن مستوى اللحم والعظام ..
ثانياً : طبيعة الأجساد بعد القيامة :
1 – بالنسبة لطبيعة الجساد بعد القيامة يمكننا أن نردد مع القديس يوحنا ذهبى الفم : أن الجسد المقام سوف يكون نفس الجسد وأيضاً ليس هو ، بالمقارنة بالجسد الذى تحلل في القبر وإلى هذا يضيف البعض هذا التشبيه : كما أن الزجاج يكون من الرمل ولكنه ليس بعد هو الرمل ، بل هو شئ آخر غير هذ ا الذى أخذ منه ، وكمت أن السنبلة ليست هى بعد الحبة ، بل هى شئ أخر غير الحبة التى نبتت فيها ، هكذا أيضاً في القيامة ، فإن الجسد المقام يتغير ويتشكل إلى أفضل . إن الجسد الجديدي ، جسد القيامة ليس هو مخوقاً ما جديداً ، ليس له أية علاقة عضوية مع الجسد السابق بعد إنفصال النفس عن الجسد ، وتحلل هذا الجسد في القبر . هناك وحدة بين هذين الجسدين ، ولكن هناك أيضاً إختلاف . أنها نفس الوحدة والاختلاف بين الحبة والسنبلة التى تنبت فيها .
2 – وهذا هو ما عبر عنه الرسول بولس وهو يتحدث عن الجسد المقام فقال :
" ولكن يقول قائلاً ، كيف يقام الأموات وبأى جسد يأتون ؟ يا غبى . الذى تزرعه لا يحيا إن لم يمت . والذى تزرعه لست الجسم الذى سوف يصير ، بل حبة مجردة ، ربما من حنظة ، أو أحد البواقى . ولكن الله يعطيها جسماً كما أراد ، لكل واحد من البذور جسمه " ( 1كوة15 : 35 – 38 ) .
3 – ومن الملاحظ هنا أنه لا إختلاف بين الحبة والنبتة التى درجت منها ، من حيث الجوهر ، ولكن بلا شك فإن الحبة شئ والنبتة شئ آخر هكذا الأمر بالنسبة للجسد المقام ، فهو لا يختلف في الجوهر عن الجسد الذى مات وتحلل ، ولكن بلا شك ، فإن الجسد المقام يكون إلى أفضل وإلى أحسن .
4 – أما أوجه التشابة بين الحبة والجسد فهى تبدو في الملاحظات التالية :
أ – كما أن الحبة لاتنمو إلا بعد أن تدفن وتموت ، هكذا جسد الإنسان سوف يقوم بعد أن يتعرض للموت والتحلل
ب – تظهر الحبة بعد الأنبات بمظهر مختلف عما كانت عليه اولاً . وهذا يشير أيضاً إلى التغيرات التى سوف تطرأ على الجسد عند قيامته من الأموات .
ج – لا يختلف النبت في جنسه عن حنس الحبة مهما اختلفت في مظهره وفيما صار إليه . هكذا الأمر بالنسبة للجسد المقام فلن يكون مخالفاً في جوهره عن الجسد المائت عن الرغم من أنه سوف يدخل عليه بعض اإمكانيات الجديدة التى لم تكن له أولاً .
د – الحبة عند الأنبات تاخذ جسماً لم يكن لها أولاً ، ذلك لأن الله يعطى لك حبة ذلك الجسد الذى رتبه لها منذ بدء الخليفة ، وهكذا تأخذ كل حبه الجسد الذى خصصه الله لها . إن عبارة " الله يعطى " تعنى أن الحبة لا تأخذ هذا الجسد من نفسها ، وكذلك لا تأخذه من افنسان ولا من الطبيعة ولا من الأرض ، ولا من أى مصدر آخر إلا الله فالله هو الذى يعطى للحبة جسمها بواسطة هذه العوامل المختلفة التى تتطلبها عملية الإنبات . وغذ كان الأمر كذلك . فلا يجوز لنا أن نتسأل عن القوة التى ستقيم أجسادنا ، ويجب علينا ألا نجد في القيامة أمراً مستغرباً ذلك لأن الله الذى يعطى للحبة جسمها ، وقادر أيضاً على أن يقيم الجسد ، ويعطية الحياة بعد الموت .
وعبارة " لكل واحد من البذور جسمه " تؤكد اننا سنقوم بنفس الأجساد التى كنا نحيا بها قبل الموت .
5 – فإنه من الواضح أن الجسد المقام ( جسد القيامة ) سوف يكون هو نفس الجسد الذى انحل بالموت ، ولكن بسبب الخصائص الجديدة التى سوف تدخل عليه ، فلا يكون هو الجسد الذى انحل ، حسب تعبير القديس يوحنا ذهبى الفم . وقد أشار القديس بولس الرسول على هذه الخصائص الجديدة ( 1كو و15 : 42 – 55 ) .
ولقد اشار السيد المسيح بنفسه على هذا التغير الذى سوف نتعرض له الجساد في القيامة فقال : " لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء " ( مت22 : 30 ) ، " إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة " ( لو20 : 36 )
6 – وعلى ذلك يمكن القول أن الأجساد المقامة ستكون روحانية ، ليس بمعنى أنه ينقصها العنصر المادى ، ووغلا كان قد حدث تناقص في تعليم القديس بولس الرسول ، بل بمعنى أن المادة التى تؤلف هذه الأجساد تتحرر من المطالب الطبيعية التى كانت تحتاج إليها في الحياة الأرضية ، ولا تتقيد بعامل المكان والزمان . هى أجساد من طبيعة جديدة متشابهة بأجساد الملائكة ، لا تقوم على طعام مادى أو شراب مادى ، كذلك تعنى كلمة " الروحانى الجسد الممتلئ بالروح القدس والخاضع لتأثيره وعمله ، كما يطلق تجاوزاً على الكوب الملئ بالماء انه " كوب من ماء " ولا يقصد بذلك مصنوع من ماء . وإذا كان الرسولبولس قدج تحدث في رسالته إلى غلاطية ( ص5 ) عما ينشأ من صراع مرير بين ما يشتهيه الروح وبين ما يشتهيه الجسد ، وإذا كان أيضاً يمكن أن تتخاذل الروح أمام مطالب الجسد ، كما أشار إلى ذلك في رسالته إلى رومية ( ص7 ) فإنه عند ما نلبس الجسد الروحانى فيما بعد ينتهى هذا الصراع ويختفى ، وتتجه إرادتنا على الدوام نحو الخير ، ويخضع الجسد لسلطان الروح ، ويزول مع زوال هذا الصراع كل ما كان يرتبط به من هوان وضعف وآلام وشر وشهوات ردئية وكل ما خلقته الخطية من أثار .
7 – ولذلك كله وصف جسد القيامة بأنه جسد ممجد ( من13 : 43 ، مت17 : 1 – 8 ، فى3 : 21 )
.
ثالثاً : آرا بعض اللاهوتيين السريان حول جسد القيامة :
اورد المطران سويريوس أسحق ساكا في كتابة القيامة العامة ، خلاصة ما أورده اللاهوتيان الكبيران مارايونيس الدارى ومار موسى بن كيفا ، وكذلك رأى العلامة ان العبرى ، فقال :
1 – لا يحتاج جسد القيامة إلى أكل وشرب ماديين ، لآن ذلك يستعمل للنمو والتعويض عما يفقده الجسد من طاقات نتيجة الحرارتين الداخلية والخارجية . أما في العالم التالى حيث يصبح الجسد روحانياً فلا يزيد ولا ينقص . لذلك لا يحتاج إلى الأكل والشرب ، وهو يشبع من رؤية الله ، كقول الرسول .. " فإن ملكوت الله ليس أكلاً ولا شرباً بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس " ( رو14 : 17 ) .
2 – لا يمارس أهواءه السابقة كالزواج مثلاً .
3 – لا يخضع للانفعالات المخزنة كالبكاء مثلاً .
4 – إن بعض القوى النفسية تزادا قوة ونشاطاً ومفعولاً كالنطق مثلاً . أما قوتا الغضب والشهوة فتتلاشان نهائياً في الأنفس البارة . ويكون تلاشيهما سبباً في إزدياد الوداعة والحلمى فيها . أما في الأنفس الشريرة فتزدادان هياجاً وجموحاً وتحترقان شوقاً إلى شهواتها الجسدية تزداد نشاطاً وحيوية وأثراً . فالعين مثلاً سوف لا تقتصر رؤيتها لما هو أمامها ، بل ترى كل شئ في مختلف الجهات في آن واحد ، مثل أستنشاق الرائحة من جميع الجهات وسماع الصوت من كل جانب .
6 – من الثابت أن النفس ستبقى محتفظة بقوة معرفتها ، كما أن الجسد أيضاً لا يعدم القوى الإدراكية فيه ، فإذا كان ذلك ، فما المانع من أن يعرف الناس بعضهم بعضاً ( مثل الغنى والعازر ) .
7 – الجساد بعد القيامة ، سيكون لها عمر وهيئة وقامة :
أما العمر فقد قدرة اللاهوتين بثلاثين ( 30 ) عاماً حيث أن هذه السنة هى السنة الكاملة للإنسان في هذا العالم ، وهى سن آدم يوم خلقه الله ، والسن التى شرع فيها الرب يسوع في خدمته العلنية . فليس هناك إذن شيخوخته أو طفولة .. الأمور التى تعتبر نقصاً . أما بالنسبة للقيامة والهيئة ، فسيكون هناك تساو بين الجميع : قامة واحدة معتدلة وهيئة جميلة جداً ، فتنقى النقائق عن الجسد ، وتزول معايبة ، فلا طويل ولا قصير ، ولا أقطع ولا أجدع ولا أعمى .. ألخ ذلك أن الاختلاف في الهيئة والآعمار ناتج عن خضوع الانسان للخطيئة واستعباده لها . أما في العالم الروحى فسيتحرر منها ومن أعراضها .
8 – إن الإعتقاد بجسد روحى أو هوائى وما أشبه ، أو استناف آخر مثله ، هو أنكار للقيامة ، لأن قيامة جسد روحى أو هوائى أو غير ذلك بدلاً من جسد مادى ، لا يعتبر قيامة بل أبداعاً أو خلقاً من جديد . أن الجسد لا يمكن أن يكون روحياً بالمعنى الحصرى ، بل من باب الإستعارة والمجاز ، كما يقضى البرهان المنطقى ، لأن الجسد مركب من عناصر مادية ، أما الروح فمنزه عن كل شبه مادة .
1 – لاشك أن جسد القيامة بصفة عامة هو جسد ممجد وقد شرح القديس بولس هذا المجد بقوله هكذا أيضاً قيامة الأموات يزرع في هوان ، ويقام في مجد ، يزرع في ضعف ويقام في قوة ، يزرع جسماً حيوانياً ، ويقام جيماً روحياً " ( 1كو15 : 49 – 50 ) .
2 – فان كنا نحن سنقوم بجسد ممجد . بجسد روحانى فكم بالأولى كانت قيامة السيد المسيح . هذه القيامة التى كانت " باكورة " ( 1كو15 : 20 – 23 ) ونحن كلنا على مثالها سنقوم في القيامة العامة . واكبر دليل على أننا سنقوم بمثال تلك القيامة هى قول القديس بولس الرسول في رسالته إلى فيلبى .
" يسوع المسيح الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده " ( فى3 : 21)
والمعروف أن الجسد الممجد هو جسد روحانى ( 1كو15 : 44 – 49 ) والجسد الروحانى قد أرتفع عن الوضع المادى من أكل وشرب . وارتفع عن مستوى اللحم والعظام ..
ثانياً : طبيعة الأجساد بعد القيامة :
1 – بالنسبة لطبيعة الجساد بعد القيامة يمكننا أن نردد مع القديس يوحنا ذهبى الفم : أن الجسد المقام سوف يكون نفس الجسد وأيضاً ليس هو ، بالمقارنة بالجسد الذى تحلل في القبر وإلى هذا يضيف البعض هذا التشبيه : كما أن الزجاج يكون من الرمل ولكنه ليس بعد هو الرمل ، بل هو شئ آخر غير هذ ا الذى أخذ منه ، وكمت أن السنبلة ليست هى بعد الحبة ، بل هى شئ أخر غير الحبة التى نبتت فيها ، هكذا أيضاً في القيامة ، فإن الجسد المقام يتغير ويتشكل إلى أفضل . إن الجسد الجديدي ، جسد القيامة ليس هو مخوقاً ما جديداً ، ليس له أية علاقة عضوية مع الجسد السابق بعد إنفصال النفس عن الجسد ، وتحلل هذا الجسد في القبر . هناك وحدة بين هذين الجسدين ، ولكن هناك أيضاً إختلاف . أنها نفس الوحدة والاختلاف بين الحبة والسنبلة التى تنبت فيها .
2 – وهذا هو ما عبر عنه الرسول بولس وهو يتحدث عن الجسد المقام فقال :
" ولكن يقول قائلاً ، كيف يقام الأموات وبأى جسد يأتون ؟ يا غبى . الذى تزرعه لا يحيا إن لم يمت . والذى تزرعه لست الجسم الذى سوف يصير ، بل حبة مجردة ، ربما من حنظة ، أو أحد البواقى . ولكن الله يعطيها جسماً كما أراد ، لكل واحد من البذور جسمه " ( 1كوة15 : 35 – 38 ) .
3 – ومن الملاحظ هنا أنه لا إختلاف بين الحبة والنبتة التى درجت منها ، من حيث الجوهر ، ولكن بلا شك فإن الحبة شئ والنبتة شئ آخر هكذا الأمر بالنسبة للجسد المقام ، فهو لا يختلف في الجوهر عن الجسد الذى مات وتحلل ، ولكن بلا شك ، فإن الجسد المقام يكون إلى أفضل وإلى أحسن .
4 – أما أوجه التشابة بين الحبة والجسد فهى تبدو في الملاحظات التالية :
أ – كما أن الحبة لاتنمو إلا بعد أن تدفن وتموت ، هكذا جسد الإنسان سوف يقوم بعد أن يتعرض للموت والتحلل
ب – تظهر الحبة بعد الأنبات بمظهر مختلف عما كانت عليه اولاً . وهذا يشير أيضاً إلى التغيرات التى سوف تطرأ على الجسد عند قيامته من الأموات .
ج – لا يختلف النبت في جنسه عن حنس الحبة مهما اختلفت في مظهره وفيما صار إليه . هكذا الأمر بالنسبة للجسد المقام فلن يكون مخالفاً في جوهره عن الجسد المائت عن الرغم من أنه سوف يدخل عليه بعض اإمكانيات الجديدة التى لم تكن له أولاً .
د – الحبة عند الأنبات تاخذ جسماً لم يكن لها أولاً ، ذلك لأن الله يعطى لك حبة ذلك الجسد الذى رتبه لها منذ بدء الخليفة ، وهكذا تأخذ كل حبه الجسد الذى خصصه الله لها . إن عبارة " الله يعطى " تعنى أن الحبة لا تأخذ هذا الجسد من نفسها ، وكذلك لا تأخذه من افنسان ولا من الطبيعة ولا من الأرض ، ولا من أى مصدر آخر إلا الله فالله هو الذى يعطى للحبة جسمها بواسطة هذه العوامل المختلفة التى تتطلبها عملية الإنبات . وغذ كان الأمر كذلك . فلا يجوز لنا أن نتسأل عن القوة التى ستقيم أجسادنا ، ويجب علينا ألا نجد في القيامة أمراً مستغرباً ذلك لأن الله الذى يعطى للحبة جسمها ، وقادر أيضاً على أن يقيم الجسد ، ويعطية الحياة بعد الموت .
وعبارة " لكل واحد من البذور جسمه " تؤكد اننا سنقوم بنفس الأجساد التى كنا نحيا بها قبل الموت .
5 – فإنه من الواضح أن الجسد المقام ( جسد القيامة ) سوف يكون هو نفس الجسد الذى انحل بالموت ، ولكن بسبب الخصائص الجديدة التى سوف تدخل عليه ، فلا يكون هو الجسد الذى انحل ، حسب تعبير القديس يوحنا ذهبى الفم . وقد أشار القديس بولس الرسول على هذه الخصائص الجديدة ( 1كو و15 : 42 – 55 ) .
ولقد اشار السيد المسيح بنفسه على هذا التغير الذى سوف نتعرض له الجساد في القيامة فقال : " لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء " ( مت22 : 30 ) ، " إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة " ( لو20 : 36 )
6 – وعلى ذلك يمكن القول أن الأجساد المقامة ستكون روحانية ، ليس بمعنى أنه ينقصها العنصر المادى ، ووغلا كان قد حدث تناقص في تعليم القديس بولس الرسول ، بل بمعنى أن المادة التى تؤلف هذه الأجساد تتحرر من المطالب الطبيعية التى كانت تحتاج إليها في الحياة الأرضية ، ولا تتقيد بعامل المكان والزمان . هى أجساد من طبيعة جديدة متشابهة بأجساد الملائكة ، لا تقوم على طعام مادى أو شراب مادى ، كذلك تعنى كلمة " الروحانى الجسد الممتلئ بالروح القدس والخاضع لتأثيره وعمله ، كما يطلق تجاوزاً على الكوب الملئ بالماء انه " كوب من ماء " ولا يقصد بذلك مصنوع من ماء . وإذا كان الرسولبولس قدج تحدث في رسالته إلى غلاطية ( ص5 ) عما ينشأ من صراع مرير بين ما يشتهيه الروح وبين ما يشتهيه الجسد ، وإذا كان أيضاً يمكن أن تتخاذل الروح أمام مطالب الجسد ، كما أشار إلى ذلك في رسالته إلى رومية ( ص7 ) فإنه عند ما نلبس الجسد الروحانى فيما بعد ينتهى هذا الصراع ويختفى ، وتتجه إرادتنا على الدوام نحو الخير ، ويخضع الجسد لسلطان الروح ، ويزول مع زوال هذا الصراع كل ما كان يرتبط به من هوان وضعف وآلام وشر وشهوات ردئية وكل ما خلقته الخطية من أثار .
7 – ولذلك كله وصف جسد القيامة بأنه جسد ممجد ( من13 : 43 ، مت17 : 1 – 8 ، فى3 : 21 )
.
ثالثاً : آرا بعض اللاهوتيين السريان حول جسد القيامة :
اورد المطران سويريوس أسحق ساكا في كتابة القيامة العامة ، خلاصة ما أورده اللاهوتيان الكبيران مارايونيس الدارى ومار موسى بن كيفا ، وكذلك رأى العلامة ان العبرى ، فقال :
1 – لا يحتاج جسد القيامة إلى أكل وشرب ماديين ، لآن ذلك يستعمل للنمو والتعويض عما يفقده الجسد من طاقات نتيجة الحرارتين الداخلية والخارجية . أما في العالم التالى حيث يصبح الجسد روحانياً فلا يزيد ولا ينقص . لذلك لا يحتاج إلى الأكل والشرب ، وهو يشبع من رؤية الله ، كقول الرسول .. " فإن ملكوت الله ليس أكلاً ولا شرباً بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس " ( رو14 : 17 ) .
2 – لا يمارس أهواءه السابقة كالزواج مثلاً .
3 – لا يخضع للانفعالات المخزنة كالبكاء مثلاً .
4 – إن بعض القوى النفسية تزادا قوة ونشاطاً ومفعولاً كالنطق مثلاً . أما قوتا الغضب والشهوة فتتلاشان نهائياً في الأنفس البارة . ويكون تلاشيهما سبباً في إزدياد الوداعة والحلمى فيها . أما في الأنفس الشريرة فتزدادان هياجاً وجموحاً وتحترقان شوقاً إلى شهواتها الجسدية تزداد نشاطاً وحيوية وأثراً . فالعين مثلاً سوف لا تقتصر رؤيتها لما هو أمامها ، بل ترى كل شئ في مختلف الجهات في آن واحد ، مثل أستنشاق الرائحة من جميع الجهات وسماع الصوت من كل جانب .
6 – من الثابت أن النفس ستبقى محتفظة بقوة معرفتها ، كما أن الجسد أيضاً لا يعدم القوى الإدراكية فيه ، فإذا كان ذلك ، فما المانع من أن يعرف الناس بعضهم بعضاً ( مثل الغنى والعازر ) .
7 – الجساد بعد القيامة ، سيكون لها عمر وهيئة وقامة :
أما العمر فقد قدرة اللاهوتين بثلاثين ( 30 ) عاماً حيث أن هذه السنة هى السنة الكاملة للإنسان في هذا العالم ، وهى سن آدم يوم خلقه الله ، والسن التى شرع فيها الرب يسوع في خدمته العلنية . فليس هناك إذن شيخوخته أو طفولة .. الأمور التى تعتبر نقصاً . أما بالنسبة للقيامة والهيئة ، فسيكون هناك تساو بين الجميع : قامة واحدة معتدلة وهيئة جميلة جداً ، فتنقى النقائق عن الجسد ، وتزول معايبة ، فلا طويل ولا قصير ، ولا أقطع ولا أجدع ولا أعمى .. ألخ ذلك أن الاختلاف في الهيئة والآعمار ناتج عن خضوع الانسان للخطيئة واستعباده لها . أما في العالم الروحى فسيتحرر منها ومن أعراضها .
8 – إن الإعتقاد بجسد روحى أو هوائى وما أشبه ، أو استناف آخر مثله ، هو أنكار للقيامة ، لأن قيامة جسد روحى أو هوائى أو غير ذلك بدلاً من جسد مادى ، لا يعتبر قيامة بل أبداعاً أو خلقاً من جديد . أن الجسد لا يمكن أن يكون روحياً بالمعنى الحصرى ، بل من باب الإستعارة والمجاز ، كما يقضى البرهان المنطقى ، لأن الجسد مركب من عناصر مادية ، أما الروح فمنزه عن كل شبه مادة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق