ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

قصة: ملبن يا راهب !!! من أروع القصص :)


قصة: ملبن يا راهب !!!

من أروع القصص :)

يروى أحد الآباء المتوحدين :



" كنت في أحد أيام شهر مايو الماضي ,

 استيقظت كالعادة في الوقت المحدد ككل يوم ,

كل شئ على ما يرام , صليت صلوات الصباح ,

ثم بعد أن انتهيت منها خرجت خارج المغارة ,

 أتأمل يد الله في مشهد الشروق , بقيت هكذا لمدة ساعة ,

ثم دخلت بعدها ثانية إلى مغارتي للقراءة ,

 و قلبي ملئ بمشاعر تكفيني طيلة اليوم .

جلست على الأرض و أسندت ظهري إلى الحائط ,

 ثم مددت يدي لألتقط كتابي المقدس ,

 و إذ بشئ يحدث لم يعرض لي منذ عشرات السنين ,

شعرت بطعم غريب في حلقي .. ما هذا يا ربي ؟؟

 حاولت ألا أفكر في الأمر و أن أكمل يومي كما يسير ,

 و لكني تذكرت هذا الطعم , نعم إنه طعم "الملبن" .

تعجبت كثيراً فأنا لم أذق هذا النوع من الحلوى منذ ما يقرب

 من أربعين سنة , حاولت ألا أعير الأمر اهتماما ,

و بدأت أقرأ في الكتاب المقدس , و لكن لم تمر إلا لحيظات

 قليلة و إذ بي أفقد تركيزي و شهوة الملبن تشتعل داخل حلقي ,

 أغلقت كتابي و وضعته في مكانه و قمت أصنع ميطانيات

 أمام الله أطلب منه أن يسري هذا اليوم على خير ,

ثم أنهيت الميطانيات و طعم الملبن لا يزال في فمي ..

فخرجت خارج القلاية أحدث نفسي :

" ملبن يا راهب !! ملبن يا متوحد ؟؟

 أجئت إلى البرية هنا لتبحث عن الملبن ؟!

 إذا كان الرهبان في الدير لا يرونه ,

 أتطلبه أنت هنا في الصحراء يا متوحد ؟!

 ملبن يا عجوز !!! "

دخلت أيضاً إلى قلايتي و أغلقت بابي عليّ ,

 صرت أتضرع إلى الله أن يرحمني و يتحنن عليّ ,

 و أسكب أمامه نفسي حيناً بالميطانيات و حيناً بالدموع

 و حيناً آخر بقرع الصدر , أطلب منه ألا تتسلط عليًّ هذه الشهوة ,

 و ألا تكون نهاية أيامي معه بشهوة مثل هذه .

صرت هكذا طيلة هذا اليوم , و أنا في حال غير مستقرة ,

 إلى أن غادرت الشمس سماء الصحراء الواسعة ,

 و بدأت تعطي شفق الغروب الأخير ...

و إذ بي أجد باب القلاية يقرع ........

رشمت ذاتي بعلامة الصليب ثم ذهبت لأسأل عن الطارق ,

فرد عليَّ : " أغابي يا أبي "

فقلت : " أغابي "

فقال : " أنا إبنك أبونا القس فلان ,

 هل تصنع معي محبة "

ففتحت له و وجدته فعلا أبونا "س" و قد كان متعبا جدا ,

فسألته عما أتى به إلى هنا , فأخبرني أن الطبيب أوصاه

 أن يمشي كثيرا كل يوم لأنه مصاب بمرض السمنة ,

 فأخذ يتمشى في الصحراء حتى ضل الطريق

 و إذا به عند باب مغارتي . رحبت به و استقبلته عندي هذه الليلة ,

و صلينا سويا ثم نمنا , و في الغد استيقظنا و صلينا أيضا

حتى شروق الشمس , فاستأذنني أن يغادر , فقلت له :

 " لابد أن أوصلك حتى لا تضل الطريق ثانية "

, رفض كثيرا , و لكني صممت على ذلك .

مشينا سويا في الصحراء حتى وصلنا على بعد أمتار قليلة

 من أسوار الدير , فقبلنا بعضنا البعض و شكرني كثيرا ,

 ثم ابتسم لي , و أخرج لي من جيبه شئ مستطيل ملفوف

 في ورقة و قال لي : " اتفضل يا ابونا دي من إيد المسيح

 و اللي من إيد المسيح ماترفضوش " , فشكرته وودعته ,

 ثم رجعت إلى قلايتي .

عدت إلى القلاية , و صليت صلاة الساعة التاسعة

 في وقتها المعتاد , ثم جلست لأقرأ ,

 و بعد أن انتهيت من قراءتي جاءت عيني على

 الورقة التي أعطاني إياها أبونا .. أخذت الورقة ثم فتحتها ...

و إذ بها قطعة من الملبن !!!!!!!!!!!

نظرت إليها و أنا أتعجب مما كنت فيه بالأمس ,

 حيث لم تعد في بالي هذه الشهوة التي كدرت

عليّ يومي الماضي , و تذكرت أني حتى في صغري

لم يكن يستهويني هذا النوع من الحلوى .

ضحكت كثيرا , و تذكرت كلمة أبونا لي " دي من

 إيد المسيح " وضعت قطعة الملبن حتى آكلها وقت المساء ,

و صرت أتأمل طيلة هذا اليوم في حنو الله علينا و كيف أنه

لا يهتم بنا فقط بل يدللنا أيضا " على الأيدي تحملون

 و على الركبتين تدللون " .

عجيب هو الله في حنوه ....

 فهو لا يعطينا الأشياء الضرورية التي نحتاجها فقط بل

 حتى الأشياء التي قد تبدو غير ضرورية

 و صغيرة في نظر الناس .

إن تأملت قليلا فيه سوف لا تجده إله الملايين و المليارات

 من البشر , بل إلهك الشخصي الذي يهتم بكل تفاصيل حياتك ,

 و يعطيك كل ما تحتاج و لكن علي شرط ألا

 يصارعه في قلبك احتياجك هذا.

" أطلبوا أولا ملكوت الله و بره و كل هذه تزاد لكم "

" كل الأشياء تحل لي و لكن لا يتسلط عليّ شئ"

(ماتنساش تعمل: شيرshare للمنفعة)

0 التعليقات:

إرسال تعليق