ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

الخميس، 2 أغسطس 2012

الصليب فى المسيحية ج2



الصليب فى المسيحية ج2



تابع رموز الصليب في العهد القديم :-


9. رفع يدي موسى فى حرب عماليق :-

في حرب عماليق خرج يشوع للحرب ، بينما ظل موسي علي رأس التلة ، وكان ذلك لتكميل الإشارة إلى المسيح المصلوب  ، يصلي كشفيع دائم من أجلنا ، وكان يقف مثل علامة الصليب فكان يفوز الجيش " فَفَعَلَ يَشُوعُ كَمَا قَالَ لَهُ مُوسَى لِيُحَارِبَ عَمَالِيقَ. وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ. وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ. فَلَمَّا صَارَتْ يَدَا مُوسَى ثَقِيلَتَيْنِ أَخَذَا حَجَراً وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَدَعَمَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ الْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَالآخَرُ مِنْ هُنَاكَ. فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ. فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ." (خر17: 10 –13) فكان انتصار إسرائيل مرهوناً برفع يدى موسى ، وعندما تعب موسى جلس على الصخرة التى هى إشارة إلى صخرة الإيمان ، يقول القديس كبريانوس " بعلامة الصليب هذه هزم يشوع عماليق بواسطة موسى "[10] .

10. العصفوران اللذان يستخدمان في تطهير البرص:-

عندما كان الأبرص يعتبر طاهراً، الذي كان يرمز به قديماً إلى الإنسان الذي تنجس بالخطيئة، كان الكاهن يأمر بأخذ عصفورين، مع خشب أرز وقرمز وزوفا ، حيث يخرج الكاهن الإنسان المصاب بالبرص إلي خارج المحلة ، لان الصليب كان خارج المحلة " فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ "(عب13 :13) .

وعندما يتأكد من إتمام الشفاء يذبح احد العصفورين في إناء من خزف علي ماء حي ، العصفور المذبوح يرمز إلى ربنا يسوع المسيح الذي مات كفارة عنا ليطهرنا من خطايانا، والإناء الخزفي رمز إلى الشعور بالضعف (2كو4: 7)، والماء الحي رمز إلى كلمة الله عاملة بقوة الروح القدس (أف5: 26). أما العصفور الحي- فلاقترانه بالعصفور المذبوح بواسطة انغماسه في دمه، ثم تركه طليقاً بعد ذلك ليطير نحو السماء- كان رمزاً إلى ربنا يسوع مقاماً من الأموات وصاعداً إلى السماء، حاملاً معه آثار كفارته الكريمة أمام الله (عب9: 12)، لتبرير كل من يؤمن إيماناً حقيقياً .

كان الكاهن يربط خشبة الأرز مع الزوفا برباط من القرمز(شكل صليب) ويربط إليها العصفور الحى مفرود الجناحين (مصلوب) .

11. الحية النحاسية :-

كانت الحية النحاسية رمزاً إلي منظر الصلبوت " وَتَكَلمَ الشَّعْبُ عَلى اللهِ وَعَلى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي البَرِّيَّةِ! لأَنَّهُ لا خُبْزَ وَلا مَاءَ وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ».فَأَرْسَل الرَّبُّ عَلى الشَّعْبِ الحَيَّاتِ المُحْرِقَةَ فَلدَغَتِ الشَّعْبَ فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيل. فَأَتَى الشَّعْبُ إِلى مُوسَى وَقَالُوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلمْنَا عَلى الرَّبِّ وَعَليْكَ فَصَلِّ إِلى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الحَيَّاتِ». فَصَلى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ. فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلى رَايَةٍ فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِليْهَا يَحْيَا».فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلى الرَّايَةِ فَكَانَ مَتَى لدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَاناً وَنَظَرَ إِلى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا." (عد21 :5-9)

عمل موسى النبى بما أمره الله وصنع حية من نحاس ، ورفعها على خشبة في مكان مرتفع وسط خيام شعبه ، ونشر الخبر بين الناس . فكان كل من لسعته أفعى وفتح باب خيمته ونظر إلى الحية النحاسية المرفوعة عالياً يشفى ويبطل مفعول السم في جسمه.

السيد المسيح وضح سبب قوة الشفاء للحية النحاسية ، بقوله " وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ " (يو3 :14) يسميها سليمان الحكيم علامة الخلاص " و لما اقتحم هؤلاء حنق الوحوش الهائل و أهلكهم لدغ الحيات الخبيثة. لم يستمر غضبك إلى المنتهى بل انما اقلقوا إلى حين إنذارا لهم و نصبت لهم علامة للخلاص تذكرهم وصية شريعتك. فكان الملتفت اليها يخلص لا بذلك المنظور بل بك يا مخلص الجميع. و بذلك اثبت لأعدائنا انك أنت المنقذ من كل سوء "(حك16 :5-8) ، لاحظ أن الحية النحاسية لم تنزع الحيات ، بل بل تنجى من موتها وتعطى حياة ، فالصليب لا يمنع التجربة

12. الخشب الذي جعل الحديد يطفو في عهد اليشع النبيّ :-

عندما أراد اليشع النبى يبنى بيتاً لبنى الأنبياء ، سقطت فأس مستعارة فى الماء ، فأخرجها اليشع باستخدام عوداً خشبياً " وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الأُرْدُنِّ قَطَعُوا خَشَباً وَإِذْ كَانَ وَاحِدٌ يَقْطَعُ خَشَبَةً وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ. فَصَرَخَ: آهِ يَا سَيِّدِي لأَنَّهُ عَارِيَةٌ! فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: أَيْنَ سَقَطَ؟ فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ فَقَالَ: ارْفَعْهُ لِنَفْسِكَ. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ "(2مل6 : 4-7)

على خلاف نواميس الطبيعة صارت الفأس تطفو فوق الماء. لقد أوقفت نواميس الطبيعة لكي يتعزى الرجل الذي استعار هذه الفأس التي سقطت منه في الماء بينما كان يقطع خشباً. الله الذي هو خالق النواميس التي تحكم الخليقة هو وحده الذي يستطيع أن يُغير هذه النواميس لكي يُظهر قدرته، القدرة التي جعلت بطرس يمشي على الماء كما جعلت الحديد يطفو فوق الماء.

إن الطريقة التي بها صار الحديد يطفو فوق الماء أظهرت قدرة الله بلا شك، هو يتعارض مع قانونى الكثافة والجاذبية ، لأنه لا علاقة مُطلقاً بين السبب والنتيجة، بين إلقاء عود من الخشب وبين حديد يطفو. ألا نرى في هذا العمل حقيقة روحية عميقة؟ نعم نحن نرى أن عوداً من الخشب، أُلقى في الماء فقهر قوة النهر، والأردن رمز إلى الموت. إذاً نرى من خلال الحادثة: أولاً؛ الصليب وقد قهر الموت، وأيضاً نرى بيت الله يُبنى بهذا الذي خرج من الموت، الذي له كل المجد. نري هنا انه كما ان عود الخشب غير الخصائص الفيزيائية للحديد كذلك غيرت من الطبيعة البشرية الخاطئة التي سقطت في بحر الخطايا بالمعمودية .

يقول القديس ديديموس الضرير " اليشع رجل الله الذي سال : أين سقطت الفأس ؟ كان رمزا لله الذي يأتي بين البشر , هذا الذي سأل ادم : أين أنت ؟ . سقوط الحديد في الأعماق المظلمة هو رمز لثقل الطبيعة البشرية الخالية من النور. الخشبة التي أخذت وألقيت في الموضع حيث كان الشئ الذي يبحث عنه ترمز للصليب المجيد . الأردن هو المعمودية الخالدة . حقا، من اجلنا عين خالق الأردن أن يعتمد في الأردن. أخيرا فان الحديد الذي طفا على المياه وعاد الى من قد فقده ،  يشير إلى إننا في المعمودية نصعد إلى الأعالي السماوية ، ونجد النعمة التي هى مسكننا الحقيقي القديم . لو أن إنسانا ظن أن هذا الموضوع ليس نبوة عن المعمودية فلماذا سجله الكتاب المقدس ؟.

رشم الصليب

كلمة رشم ترجع للغة السريانية وهي مترجمة من اللغة اليونانية "سفراجيس" وتعني الختم وهو أحد أسماء المعمودية " راجع اف 13:1 ، 2كو 21:1-22

1 - رشم الصليب هو ختم الإيمان

1- ننطق باسم الاب والابن والروح القدس فنعترف بعقيدة الثالوث القدوس

2- فيه اقرار بوحدانية الله

3- فيه اعتراف بالتجسد الالهي في بطن السيدة العذراء

4- فيه ايمان بقوة عمل الفداء، وحلول الروح القدس فينا الذي نقلنا من الشمال إلى اليمين ومن الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة.

2 - رشم الصليب يمنحنا قوة:

ليس رشم الصليب اعترافاً بالإيمان فقط، إنما تقبل لفعله القوي في كل أمور حياتنا. فنهرب من الشياطين وكل قوات المعاند لأجل قوة الإيمان الذي لنا بعمل الصليب وفعله الحي فينا، فالصليب قوة الله ورشمه يعني حضور الله.

جاء في كتاب التقليد الرسوليّ لهيبوليتس (215م): "ولتتقي كل وقت، وترشم جبهتك بمثال الصليب، ظفراً بابليس وفخراً لامانتك فقد صنع موسي هذا بدم الخروف الذي لطخ به عتبات وقوائم الأبواب وشفي من كان ساكناً فيها ، فكيف لا يكون بالحري دم السيح مازال يطهر ويحفظ الذين يؤمنون به ويظهر خلاصاً لكل المسكونة – الذي كان موسي مثاله بدم الخروف الكامل الذي هو المسيح" ( 7:29 )

يقول القديس اثناسيوس الرسولي (328 - 373) " الصليب هو قوة المسيح للخلاص ، والملائكة يخضعون لقوته ويتبعونه حيثما شاهدوا رشمه  ليعينوا الملتجئ إليه ، ولا تحصل تخليه عن حمل الصليب الا الذي ضعفت أمانته فيه "

يقول القديس امبروسيوس " لا تقوي الكنيسة ان تقوم دون الصليب ، كما أن السفينة لا تقوم دون ساريه ( ميمر 56 )

فالكنيسة سفينه تعبر بحر هذا العالم وسارية الموت عليها علامة النصرة

ويقول مار افرام السرياني (306-373 ) بدلاً من أن تحمل سلاحاً أو شيئاً يحميك احمل الصليب واطبع صورته علي أغصانك وقلبك وارشم به ذاتك ، لابتحرك اليد فقط ، بل برشم الذهن والفكر ايضاً فأرشمه في كل مناسبة في دخولك وخروجك في جلوسك وقيامك في نومك وفي عملك ، ارشمه باسم الاب والابن والروح القدس"


[1] - نبوخذنصر هدم الهيكل وسبى شعب إسرائيل إلى بابل وأخذ آنية الهيكل والذهب والفضة ، ثم جاء كورش الملك الذي أمر بإعادة بناء الهيكل على حساب بيت الملك ..ثم أوقف أعداء اليهود البناء ، إلى أن تزعم زربابل البناء في أيام داريوس الملك الذي اصدر هذا الأمر .

[2]- http://www.geocities.com/dryoussefnattia/cross.htm

[3] - راجع الاباء الرسوليين .

- [4] رسالة برناباس (9 :1 - 9)

[5] - الخولاجى المقدس طبعة دير السيدة العذراء المحرق –الطبعة الأولى -  قسمة ذبح اسحق ص605 .

- [6] الأرشيدياكون نجيب جرجس - سفر التكوين الطبعة الثالثة 1978 .ص 424.

[7] - P.G. 49: 407-418.

[8]- Dial CXI, 4.

[9] - On Sacramants, Chap.III, 14.

[10] - The Treatisisis of st. Cyprion.

للرجوع للجزء الاول اضغط هنا 

0 التعليقات:

إرسال تعليق