سر معلن...

سر معلن...

  

من قوة الشخصية يظهر الفعل ورد الفعل .

وكيف نحكم على شخصية انسان هل من المظهر او من الكلمات او من الافعال ؟

  

شخصية الانسان تحوى كثير من التناقضات منها ماهو

يرفع وماهو يحبط وماهو يجعل بداخله روح قوية تعطيه الاحساس بالانتصار والغلبة .

  

يقال ان من يعترف بالخطأ هو انسان قوى وايضا يقال

 ان خير وسيلة للدفاع هى الهجوم …..كلها كلمات تبحث

 عن مجد ارضى للانسان وتعلمه لغة الحوار مع المجتمع

 و الذى يكون من المفترض ضده (( ليس من منطلق

نظرية المؤمرة )) بل هى الحقيقة التى ان وصلنا اليها

 نعلم ماهى مكونات الانسان المسيحى .

  

اذا لم اعترف بلخطأ فلن اتوب وان لم اتوب فلن يغفر

 لى الخطايا التى اقترفتها والتى تحدث معى كل يوم ....

ومن يستطيع ان يقول انا لم اخطىء ولن اخطأ الان

 او اى يوم اخر 

اذا هناك خطية وايضا اعتراف وتوبة ثم مغفرة ...ومن يشهد على هذا ؟نعم انا شاهد وايضا الرب يرى ويسمع وينظر ....هل يكفى هذا ؟

  

هناك توبيخ الضمير والذى خلق به الانسان وموجود

 فى كل البشر حتى الذين يعبدون بوذا ..

وهناك شريعة موسى والتى يتبعها اليهود

 وايضا تكشف وتوبخ ....

وتبقى انت ايها المسيحى هل ضميرك او الناموس

 او كلمات الانجيل ؟

هناك سر معلن يحكم الانسان المسيحى وياتى منه

 التوبيخ بل وايضا التوجيه ماهو هذا المعلن ؟

  

سر التوبة والاعتراف

  

الله يريد من الإنسان أن يعترف بخطاياه ويطلب منه هذا. وكان هذا معنى سؤال الله لآدم وقايين.

 والله لم يسأل الحية لأنه لا إعتراف للشيطان ولا توبة.

  

هناك إعتراف لله كإعتراف الإبن الضال "أخطأت إلى السموات وقدامك.." وكالعشار الذي قال "إرحمني

 يا رب فأنا خاطئ" ومثل إعتراف داود "لك وحدك أخطأت.."

  

إعتراف على الشخص الذي أخطأ إليه بقصد المصالحة

كما قال السيد المسيح

  

"إن تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فإترك قربانك على

 المذبح وإذهب أولاً إصطلح مع أخيك" (مت23:5).

وإعترف هارون ومريم على أخيهما موسى.ولكن موسى هنا يعتبر أيضاً كاهناً. ومن أمثلة ذلك إعتراف الشعب على موسى عندما تذمروا فأرسل الله عليهم حيات.

  

انواع الاعتراف التى اوردها الكتاب كثيرة ولكن تميز سر الاعتراف فى الكنيسة القبطية هو المتابعة .لان الانسان احيانا ينسى او يتناسا اسباب الوقوع فى الخطية والقادر على كشف هذا هو الانسان نفسه وبمتابعة الكاهن القائم على سر الاعتراف .

  

بل والطريف فى الموضوع ان الان هناك اباء كهنه يتبعون نظام حديث فى الاعتراف وهو برنامج كمبيوتر يوضع فيه بيانات المعترف ويوضع مع البرنامج تنبيه للكاهن بعد شهر مثلا لمتابعة المعترف فى حضوره او الاتصال به والاطمئنان عليه .

اذا مع حرص الكنيسة على خلاص اولادها تتابع حياتهم بل وتبحث عنهم تنفيذا لوصية الرب يسوع :

  

« أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ،وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا،أَلاَيَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟لو 15 : 4

  

ويبقى سر الاعتراف على الكاهن وهذا ليس اعتراف لانسان او كشف سر لانسان بل هو اعتراف لله امام وكيله على الارض .

هكذا فليحسبنا الانسان كخدام المسيح و وكلاء سرائر الله . 1 كو 1 : 4

  

اذا الموضوع هو اعتراف الانسان امام الله عن طريق وكيله بل وايضا ادانه نفسه لكى يكون للتوبه معنى وسبب .

  

وهذا هو قوة هذا السر لان قديما وحديثا ايضا فعل الانسان الخطية امام الله ولم يخجل ...اذا لو خجل الانسان امام وكيل الرب ويتوب افضل من يخجل امام ملائكة الرب فى اليوم الاخير ولا يكون له توبه او خلاص .

قديما كان الانسان الخاطىء يضع يده على الذبيحة البريئة وتنقل الخطية اليها ويتبرأ الانسان بدم الذبيحة والان يضع الكاهن يده على الانسان الخاطىء وتنقل الى الذبيحة الحقيقية فى سر الافخارستيا .

  

ولذلك اصبح سر التوبة والاعتراف مسلم الى الكنيسة عن طريق الرسل .

  

و كان كثيرون من الذين امنوا ياتون مقرين و مخبرين بافعالهم. اع 18 : 19

  

بل وايضا بتكليف من الرب عندما قال لبطرس :

و اعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكونمربوطا في السماوات و كل ما تحله على الارض يكون محلولا فيالسماوات .مت. 16 : 19

  

من قديم الزمن والكتاب يعلن سر الاعتراف ولذلك قال :

" من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم . ام 28 : 13

اخيرا نعترف ونتوب ليقبل الله التوبة لان كثيرون اعترفوا ولم يتوبوا .الرب قادر ان يجعلنا نلتزم بتوبتنا بعمله معنا لكى نعبر الى مشتهى النفس والروح .