ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

السبت، 3 نوفمبر 2012

يوم السبت من الأسبوع الرابع من شهر بابه ( لو 12 : 32 – 44 )

يوم السبت من الأسبوع الرابع من شهر بابه ( لو 12 : 32 – 44 )



32- لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت. 33- بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس. 34- لانه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا. 35- لتكن احقاؤكم ممنطقة و سرجكم موقدة. 36- و انتم مثل اناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى اذا جاء و قرع يفتحون له للوقت. 37- طوبى لاولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين الحق اقول لكم انه يتمنطق و يتكئهم و يتقدم و يخدمهم. 38- و ان اتى في الهزيع الثاني او اتى في الهزيع الثالث و وجدهم هكذا فطوبى لاولئك العبيد. 39- و انما اعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في اي ساعة ياتي السارق لسهر و لم يدع بيته ينقب. 40- فكونوا انتم اذا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الانسان. 41- فقال له بطرس يا رب النا تقول هذا المثل ام للجميع ايضا. 42- فقال الرب فمن هو الوكيل الامين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها. 43- طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. 44- بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله

ع32: يدعو المسيح أولاده المؤمنين به القطيع الصغير، لأن المؤمنين السالكين بحسب وصاياه أقلية، ليس فقط فى وقت وجوده على الأرض بل وحتى الآن. إذ أن الإنسان ينجذب إلى الشر بسهولة. ولكن يطمئنهم أنه أبوهم وأنهم متميزون عن العالم كله، بأن الله أعد لهم الملكوت ويفرح أن يسكنهم فيه. 
تأمل أبوة الله، فهو يفرح أن يهبك الملكوت، ليطمئن قلبك وسط ضيقات الحياة، ويدفعك هذا للتمسك بوصاياه فى جهاد مستمر لتتمتع بكل ما أعده لك. 
ع33-34: بيعوا تخلصوا من التعلق بالماديات.... أى بيعوها من قلوبكم. 
مالكم كل ما تملكون من ماديات. 
أكياساً لا تبلى يشبه الكنز السماوى بكيس لا يتلف إلى الأبد، يوضع فيه ليس الفضة والذهب بل أعمال الرحمة. 
كنزاً لا ينفذ طبيعة أموال العالم أنها معرضة للنقص والانتهاء، أما الكنز السماوى فيبقى إلى الأبد. 
يوجه المسيح نظر أولاده لكيفية الاستعداد للملكوت، وذلك بعمل الصدقة لكل محتاج، فيتنازل الإنسان عن كل ماله من مال وصحة وقدرات مختلفة ويعطيها بحب للآخرين. وبهذا يحول كنوزه المادية المعرضة للسرقة والفساد بفعل الزمن أو الحشرات، ويرسل هذه الكنوز إلى السماء بعمل الرحمة. 
وبعمل الرحمة يصير الكنز فى السماء، فيتعلق القلب أكثر بها، فيزداد فى الصلوات وعمل الخير. 
ع35: يدعونا المسيح أيضاً إلى منطقة الأحقاء، والمنطقة هى حزام جلدى يُربط على وسط الإنسان فيكون مستعداً للعمل، وهذا الحزام مصنوع من جلود الحيوانات الميتة، فيرمز لموت الجسد عن التعلقات المادية بالصوم والتجرد وضبط الشهوات. 
ويستكمل الاستعداد بإيقاد السُرج. والسراج هو النور الذى فى الإنسان، أى النفس عندما تستنير بمحبة الله والعبادة الروحية واقتناء الفضائل. 
ع36-37 : يتمنطق: السيد هو المسيح، الذى لبس جسدنا، وتمنطق به لكى يحمل فيه كل خطايانا وأتعابنا ويفدينا على الصليب. 
يتكئهم: أعطى المسيح راحة لأولاده فى بشارته على الأرض بشفاء المرضى وإخراج الشياطين وإشباع الجموع، كل هذا رمز للراحة التى يهبها لهم فى الملكوت، والكرامة العظيمة بجلوسهم فى مجد سماوى، وخادمهم المسيح بدمه الفادى. 
يقوم فيخدمهم حين رفع على الصليب وسفك دمه فداء للبشرية. ويظل يخدمهم فى الملكوت ببركاته التى لا تنتهى. 
يدعونا المسيح إلى أمر رابع فى الاستعداد للملكوت، وهو السهر الروحى، من خلال مثل مجموعة من العبيد ينتظرون رجوع سيدهم من العرس، ويطوبهم إن كانوا ساهرين. 
وهؤلاء العبيد يرمزون لقدرات ومواهب الإنسان، التى تنتظر المسيح الآتى فى مجيئه الثانى من السماء، حيث عرسه مع ملائكته فى فرح وتهليل دائم. فإن كان العبيد ساهرين دائماً، يسرعون بملاقاة سيدهم متى قرع الباب، أى ناداهم لإنهاء حياتهم على الأرض والوجود معه فى السماء. 
والسهر الروحى هو ارتباط الإنسان بالعبادة الروحية والتوبة والابتعاد عن مصادر الخطية، أى الاهتمام الدائم بخلاص النفس. 
ويقدم السيد محبة فوق إدراك العقل، إذ يتشدد بمنطقة ويقوم فيخدم عبيده بنفسه، وهذا يرمز إلى محبة المسيح الفادى الذى يكرم أولاده المؤمنين فى الملكوت، ويفرحهم باسحقاقات دمه المسفوك على الصليب، الذى بذله لأجله فيمجدهم معه إلى الأبد. 
ع38: يشرح المسيح أهمية السهر فى المثل السابق، بأن السيد إن أتى فى الهزيع الثانى أو الثالث من الليل، أى الربع الثانى أو الثالث منه، يجدهم ساهرين فيطوبهم. 
ويرمز الهزيع الأول للطفولة، أما الثانى فللرجولة، والثالث للشيخوخة. ففى أى وقت يطلب الله نفس الإنسان، يجده مستعداً. ولم يذكر الهزيع الأول، لأن الطفل ناقص فى إدراكه وتحمله لمسئولية الخطية، فيحاسب فقط الرجل أو الشيخ. وأيضاً ليس من المعتاد رجوع أحد من العرس فى الهزيع الأول، وهو من بداية الليل فى السادسة مساءً إلى التاسعة ليلاً. 
والهزيع الثانى هو التاسعة ليلاً إلى الثانية عشر، أى منتصف الليل، والهزيع الثالث من الثانية عشر إلى الثالثة صباحاً، وليس من المعتاد أيضاً قديماً الرجوع فى الهزيع الرابع الذى يصل إلى السادسة صباحاً أى الفجر. 
ع39-40: ذكر هذا المثل فى (مت24: 42-44) 
ينقب أى يحفر ويكسر فى جدران البيت ليدخل السارق من هذه الثغرة ويسرق ما يريد. 
يؤكد أهمية السهر بمثل آخر، وهو حراسة البيت من اللصوص، فحيث أن رب البيت لا يعلم أية ساعة يأتى السارق، فيلزم أن يسهر دائماً حتى لا يُسرق بيته. 
من كل ما سبق، ينبغى علينا السهر الروحى لئلا يطلب الله حياتنا فى أى وقت، أو يأتى فى مجيئه الثانى. واليقظة الروحية تعنى التوبة المستمرة والبعد عن مصادر الخطية، والاهتمام بأعمال الخير والخدمة. 
ع41: بعد ما سمع بطرس كلام المسيح عن الاستعداد للملكوت، سأل عن المقصود بالعبيد، أهم تلاميذ المسيح أم كل الجموع؟ 
ع42: ذكر هذا المثل فى (مت24: 45-51) 
رد المسيح على سؤال بطرس بسؤال آخر، سيجيب عليه بنفسه، وهو من هو الوكيل الأمين الحكيم، الذى يقيمه سيده على عبيده. 
والعبيد أو الخدم هم حواس الإنسان وقدراته، فهو وكيل عليها ليرعاها ويستخدمها حسناً. 
والعبيد أيضاً يرمزون للأبناء، والوالدين وكلاء من الله لرعايتهم والإهتمام باحتياجاتهم. كذلك خدام الكنيسة هم مسئولون عن رعاية من يخدمونهم أطفال أو كبار. 
إذا إجابة المسيح على سؤال بطرس، أن الاستعداد للملكوت موجه لكل الشعب وليس فقط الرسل، فكل إنسان لديه مسئوليات، هو وكيل عليها ويلزم أن يقدم حساب وكالته لله. 
ع43-44: يطوب المسيح الوكيل الأمين، لأنه فهم أن سلطانه مأخوذ من الله وهو مجرد وكيل فكان أميناً فى تفاصيل حياته. ومكافأة هذا الوكيل هو أن يقيمه السيد على جميع أمواله، أى يعطيه المُلك الأبدى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق