لقـــراءة قـــراءات اليــــوم والسنــــــــــــكسار اضغط
ع الصــــــــــــــــــورة
1- بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله. 2- كما هو مكتوب في الانبياء ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. 3- صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. 4- كان يوحنا يعمد في البرية و يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. 5- و خرج اليه جميع كورة اليهودية و اهل اورشليم و اعتمدوا جميعهم منه في نهر الاردن معترفين بخطاياهم. 6- و كان يوحنا يلبس وبر الابل و منطقة من جلد على حقويه و ياكل جرادا و عسلا بريا. 7- و كان يكرز قائلا ياتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان انحني و احل سيور حذائه. 8- انا عمدتكم بالماء و اما هو فسيعمدكم بالروح القدس. 9- و في تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل و اعتمد من يوحنا في الاردن. 10- و للوقت و هو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت و الروح مثل حمامة نازلا عليه. 11- و كان صوت من السماوات انت ابني الحبيب الذي به سررت
ع1: أشار القديسان متى ولوقا إلى بعض الأحداث المتعلقة بالميلاد الجسدى للمسيح، وأشار القديس يوحنا إلى الميلاد اللاهوتى للابن من الآب. أما القديس مرقس، فأخذ مدخلا مباشرا، بالإعلان فى أول كلماته أن كتابه هو البشارة بيسوع المسيح ابن الله، وركّز على بدء خدمة المسيح، دون ذكر أية أحداث تسبقها.
"يسوع": معناه الله يخلّص، وأصلها العبرى يهوشوع، وتطورت إلى يشوع، ثم ’’يسوع‘‘ وكان هذا اسم الرب فى تجسده.
"المسيح": أى الممسوح ملكا، والمخصص لخلاص وتجديد البشرية بفدائها على الصليب.
"ابن الله": أى الاسم اللاهوتى، والدال على ألوهية الكلمة ابن الله.
ع2-3: "كما هو مكتوب": يشير القديس مرقس إلى نبوات (ملاخى 3: 1؛ إشعياء 40: 3) فى العهد القديم، والتى أشارت إلى إرسال يوحنا المعمدان كملاك سابق للمسيح المخلّص، يهيئ النفوس لاستقباله - فى العهد الرومانى، كان لابد أن يسبق الرؤساء أو الأشخاص البارزين من يعلن عن قدومهم – فالعالم، فى فساده، لم يكن مستعدا لقبول المسيح، فأرسل الله يوحنا يوبخ وينذر بالتوبة، ليعد له الطريق.
"أرسل... ملاكى": التعبير الذى استخدمه ملاخى فى نبوته عن يوحنا المعمدان.
"صوت صارخ": التعبير الذى استخدمه إشعياء فى نبوته عن يوحنا المعمدان، وتوضح صراخه فى الشر والأشرار من أجل التوبة.
ع4-5: أما العمل الذى قام به يوحنا، فهو دعوة الناس إلى التوبة وترك الخطية. وكان اليهود من عاداتهم أن يختنوا من يهتدوا لليهودية من الأمم. وهكذا يكون يوحنا غيّر تلك العادة، وقد استخدم المعمودية علامة وختما لمن قدّم توبة (والماء يرمز للغسل والطهارة)، وقد استجاب الشعب لنداء التوبة، وخرجوا إليه من جميع الأماكن، وتم عمادهم.
ع6: "وَبَرَ الإبل": لباس خشن ورخيص يلبسه الفقراء، ولبسه الأنبياء، مثل إيليا، ويرمز للتجرد وعدم محبة المال ورفاهيته.
"مِنْطَقَةً من جلد": كما لبسها أيضا إيليا (2مل 1: 8)، وهى عبارة عن حزام جلدى عريض يشد الوسط، ويرمز للجهاد والعمل الجاد.
"يأكل جرادا وعسلا...": الجراد هو الحشرة البرية القارضة المعروفة، ولم يكن أكله محرّما (لا 11: 22)، والعسل كان عسل نحل يوجد فى شقوق الصخور بالبرية. ومن الناحية الرمزية، يمكن القول بأن الجراد يشبه اليهود الساقطين كالحشرات فى خطاياهم، أما التوبة فتجعلهم عسلا حلوا عند المسيح.
ع7-8: وبجانب ندائه القوى بالتوبة، كان يكرز ويتنبأ عن قدوم المسيح. وفى اتضاع، وضّح الفرق بينهما، فوضع نفسه فى صورة العبد المنحنى ليحل بيده سيور حذاء سيده، فرفع الرب هذه اليد ووضعها على رأسه عند المعمودية، ليعلّمنا جميعا أن الاتضاع هو الفضيلة التى ترفع الإنسان أمام الله... ولم ينس يوحنا أيضا توضيح الفرق بين معمودية الماء التى ترمز للتطهير، ومعمودية الروح القدس التى أساسها المسيح.
صديقى الحبيب، لا يمكن أن نترك شخصية يوحنا دون أن نتعلم منها الكثير:
أولا: ترك العالم المريح إلى البرية الموحشة، التى ترمز إلى الشر، ليُقهرَ الشر بنداء التوبة.
ثانيا: تجرّد فى أكله وشربه وملبسه، فأعطاه الله سلاما وقوة وشجاعة لم يعرفها العالم.
ثالثا: بالرغم من كلامه الجرىء والقوى، وعدم مهادنة الشر وتوبيخ الأشرار، إلا أن الجموع خرجت إليه. فلا تخف أبدا أن تتمسك بالحق مهما كان الشر المحيط بك، فالله هو العامل فيك وليس نحن.
ع9-11: فى الزمن المعيّن قبلا من الله، ذهب المسيح إلى يوحنا عند نهر الأردن، ليعتمد نيابة عن البشرية الخاطئة، وليس عن احتياج لتوبة أو تطهير.
"ناصرة الجليل": الجزء الشمالى من بلاد اليهودية، وهو المكان الذى قضى فيه المسيح أيام حياته منذ عودته من مصر طفلا، وحتى بداية كرازته.
"صاعد من الماء": توضيح أن المسيح نزل وصعد، ولهذا تمارس كنيستنا سر المعمودية بالتغطيس، وليس بوضع الماء على رأس المعَمّد، وكلمة صاعد تشير إلى القيامة من الخطية بالمعمودية.
"السماوات قد انشقت": صاحب معمودية المسيح إعلان من السماء، وكان أول إعلان واضح لعقيدة الثالوث الأقدس للبشرية، فالابن المتجسد يصعد من الماء، والروح القدس يأخذ شكل حمامة معلنا عن ذاته، وها هو الآب يعلن عن علاقته الأزلية بابنه، وأنه مصدر سروره بفدائه للبشر. ولهذا تعتبر كنيستنا عيد الغطاس عيدا سيديا كبيرا، وتسميه باسمه اللاهوتى ’’عيد الظهور الإلهى‘‘، لأنه الإعلان عن الثالوث الأقدس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق