ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

السبت، 20 أكتوبر 2012

الأحد الثاني من شهر بابه : لقاء المسيح بالبشرية اليائسة في معجزة صيد السمك.

الأحد الثاني من شهر بابه : لقاء المسيح بالبشرية اليائسة في معجزة صيد السمك. 






صيادون ينشرون الشباك بعد سهر طول الليل دون صيد يعرض صورة من الإحباط البشري واليأس. لكن الله يأتي ليفتقد الإنسان في عجزه ويظهر ذاته في موقع الضعف فيتحول الحزن إلي فرح غامر بالرب. هذه المعجزة تقدم صورة بهيجة للِّقاء بالمسيح، "لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" (2كو 6:4). 

مزمور عشية يعبر عن الفكر الروحي للمعجزة، "فلتعترف لك الشعوب يا الله، فلتعترف لك الشعوب كلها، لأنك تحكم في الشعوب بالاستقامة، وتهدى الأمم في الأرض". ومزمور باكر يعبر عن حالة الإنسان المنتظر الرب، "كنت أذكرك على فراشي، وفى أوقات الأسحار كنت أرتل لك...". أما مزمور القداس فهو يعبر عن الفرح بصنيع الرب معنا، "هللوا لله يا كل الأرض، ورتلوا لاسمه، وأعطوا مجداً لتسبيحه، فلتسجد لك الأرض كلها." (الشواهد بالجدول أعلاه). 

البولس يفسر المفهوم الروحي لمعجزة صيد السمك فظهور المسيح للتلاميذ عند البحيرة كإشراق النور في حياتهم، "لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح". ثم يشرح حالة العجز والإحباط التي كان عليها التلاميذ، بعد سهر طول الليل دون صيد وتحولها، لفرح بعمل المسيح، "ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا، مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين، متحيرين لكن غير يائسين، مضطهدين لكن غير متروكين، مطروحين لكن غير هالكين، حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا" (2كو 4: 7-10). فمعجزة صيد السمك تعبِّر عن حالة ملازمة لحياة المسيحي على الأرض، من ضيق، وعجز، ورجاء، وعزاء بالمسيح. 

"وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان وافقا عند بحيرة جنيسارت"، (كل الشواهد بالجدول أعلاه). كثيرون يزدحمون حول السيد المسيح لأغراض متعددة لكن قليلون هم الذين يطلبون الخلاص بصدق. "فرأى سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك" المسيح يرانا دائما، لكنه يرانا بصفة خاصة في حالة الإحباط واليأس. "فدخل إحدى السفينتين التي كانت لسمعان وسأله أن يبعد قليلا عن البر ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة"، كان التلاميذ الأربعة يعرفون يسوع، فقد التقى بهم في أورشليم ودعاهم كتلاميذ له، لكن في هذا اللقاء كانت حالة المعاناة التي يجتازونها قد لا تسمح لأن يدخل المسيح السفينة ليُعلِّم منها. كثيرا ما يمر خدام الكلمة بهذه التجربة، فهم مطالبين أن يعلموا. "ولما فرغ من الكلام قال لسمعان أبعد إلى العمق والقوا شباككم للصيد" تُعلَِّم يا رب من سفينتي وأنا في هذه الحالة من الفراغ والإحباط أمر قد أحتمله بصعوبة، ولكن عندما تتدخَّل في مهنتي وخبراتي فهو أمر قد يفوق احتمالي، "فقد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا، ولكن على كلمتك ألقي الشبكة. ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق". الاختبار الروحي في أمور تبدو غير معقولة هام، في حياة المسيحي خاصة الخدام فبه تتزكى النفس وتزداد خبرة بالمسيح. فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا أخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ..لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس" (لو 5: 1-11). 

0 التعليقات:

إرسال تعليق