ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

ما تفسير عبارة ابن الله الوحيد ؟؟؟




تفسير عبارة ابن الله الوحيد

لقداسة البابا شنودة 



أولاً / معنى الإبن 

+ البشر يتكلم عنهم بأسلوب الجمع أنهم " أبناء الله "

أما عن نفسه فيقول إنه " الإبن " .

وحينما تذكر هذه الكلمة وحدها ، إنما تعني ربنا يسوع المسيح .

وهو يذكر عبارة ( الإبن )في دلالات معينة تبرهن علي لاهوته .

وسنذكر أمثلة من ذلك :

1- قوله في نقاشه مع اليهود : 

" إن حرركم الإبن ، فبالحقيقة تكونون أحراراً " ( يو 8 : 36 ) .

وهذا التحرير يعني بلاشك الخلاص ، أو التحرير من عبودية الخطية والشيطان .

ويعني حصر هذا العمل في الإبن .

2- قوله " الذي يؤمن بالإبن له حياة أبدية ، والذي لا يؤمن بالإبن

لن يري حياة ، بل يمكث عليه غضب الله " ( يو 3 : 36 ) .

ونلاحظ هنا

أنه يتطلب الإيمان به . وهذا في حد ذاته موضوع نحب أن نبحثه بالتفصيل ...

فكثيراً ما قال الرب في إنجيل يوحنا " آمنوا بي "...

وكل هذا دليل علي لاهوته .

وبخاصة هنا ، عندما يربط الإيمان به بالحياة الأبدية ، كشرط .

ويكرر هذا الأمر فيقول :

" كل من يري الإبن ويؤمن به ، تكون له حياة أبدية ،

وأنا أقيمه في اليوم الأخير " ( يو 6 : 40 ) .

ولعل هذا المعني أيضاً أورده القديس يوحنا في رسالته الأولي ، فقال :

" وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية ، وهذه الحياة هي في إبنه .

من له الإبن، فله الحياة . ومن ليس له إبن الله

فليست له الحياة " ( 1 يو 5 : 11 ، 12 ) .

3- يتكلم أيضاً عن الإبن كصاحب

سلطان علي كل شئ فيقول : 


" الاب يحب الإبن . وقد دفع كل شئ في يده " ( يو 3 : 35 ) .

فمن يكون هذا الذي دفع إليه كل شئ ؟!

ولعل هذا يذكرنا بقول الرب في آخر إنجيل متي

" دفع إلي كل سلطان في السماء وعلي الأرض " ( مت 28 : 18 ) 


4- يذكر أن الدينونة هي عمل الإبن فيقول :

الآب لا يدين أحداً ، بل أعطي كل الدينونة للإبن " ( يو 5 : 22 ) .

كيف نفهم هذه العبارة في ضوء مخاطبة إبراهيم أبي الآباء لله قائلاً عنه إنه

" ديان الأرض كلها " ( تك 18 : 25 ) . 

إن قيامه بالدينونة هو بلاشك دليل واضح علي لاهوته . أ

ما قيام الإبن للدينونة فواضح في

( مت 25 : 31 - 46 ) ، وفي مواضع أخري كثيرة .

ونحن نذكر ذلك في قانون الإيمان فنقول عنه إنه

" يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات " .


5- كذلك يتحدث عن عمل الإبن في القيامة العامة . فيقول :

الحق الحق أقول لكم ،

إنه تأتي ساعة وهي الآن ، حين يسمع الأموات صوت إبن الله ،

والسامعون يحيون

" ... تأتي ساعة يسمع فيها جميع من في القبور صوته .

فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلي قيامة الحياة ،

والذين عملوا السيئات إلي قيامة الدينونة ( يو 5 : 25 ، 28 ، 29 ) .

وهنا نري أنه بواسطة الإبن يقوم الأموات ،

كما بواسطته أيضاً تكون الدينونة . 


6- وعقب كلام الرب عن الدينونة ، يتحدث عن إكرام الإبن فيقول :
" لكي يكرم الجميع الإبن كما يكرمون الآب " ( يو 5 : 23 ) . 

ومساواة الإبن للآب في الكرامة دليل آخر علي لاهوته .

وقد حاول اليهود أن يقتلوه قبل تصريحه هذا ، لأنه قال

إن الله أبوه ، معادلاً نفسه بالله ( يو 5 : 18 ) . 

7- ويتكلم عن الإبن أيضاً في مساواته للآب في العمل . فيقول 

" لأن مهما عمل ذاك ( أي الآب ) ، فهذا يعمله الإبن كذلك " ( يو 5 : 19 ) .

وكان هذا ما آثار اليهود من جهة معادلته للآب من جهة العمل ،

حينما قال

" أبي يعمل حتي الآن ، وأنا أيضاً أعمل " ( يو 5 : 17 ) .

فطلبوا أن يقتلوه ...

8- إنه يربط أيضاً بين الآب والإبن في الوجود في كل مكان ،

في قلوب المؤمنين ، فيقول :


" إن أحبني أحد يحفظ كلامي ، ويحبه أبي . وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً " ( يو 14 : 23 ) .

فكيف يأتي مع الآب إلي كل إنسان يحبه . وعنده يصنع منزلاً ، أي يقيم عنده مع الآب . أليس هذا دليلاً آخر علي لاهوته ؟

إنه يذكرنا بقوله في إنجيل متي

" حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي ، فهناك أكون في وسطهم "

( متي 18 : 20 ) 

9- ويذكر أيضاً أن الإبن قد جاء لأجل خلاص العالم ، فيقول : 

" لأنه لم يرسل الله إبنه ليدين العالم ، بل ليخلص العالم " ( يو 3 : 17 ) .


10- كذلك يتحدث عن الآب بكلمة ( أبي ) بالتخصيص 

" الذي يحبني يحبه أبي " ( يو 14 : 21 ) . وأيضاً " أبي هو الذي يمجدني ،

الذي تقولون أنتم إنه إلهكم " ( يو 8 : 54 ) "

لستم تعرفونني أنا ولا أبي . لو عرفتموني لعرفتم ابي أيضاً " ( يو 8 : 19 ) . 


ثانياً / معنى ابن الله 

يوضح لنا إنجيل يوحنا ،

وعلي لسان السيد المسيح ذاته

الإعلانات الآتية الخاصة به كإبن الله :

1- الإبن هو الذي يحررنا .

2- بالإيمان به تكون الحياة .

3- كل شئ قد دفع إلي يديه .

4- الدينونة هي عمله .

5- وكذلك إقامة الأموات .

6- إكرام الإبن كإكرام الآب .

7- الإبن مساو للآب في العمل .
8- ومساو له في الوجود في كل مكان .

9- يتكلم عن الآب بصفة التخصيص .

10- ذكرت علاقة الآب بالإبن 


+ نقطة أخري إنفرد بها إنجيل يوحنا وهي :

حديثه عن السيد المسيح ، من حيث هو الإبن الوحيد ،

وتأكيده لهذه الحقيقة :

قد يقول البعض كلنا أبناء لله ،

فما هي ميزة المسيح كإبن لله ؟ ماذا يفترق في هذه النقطة عن البشر ؟! 

بنوة المسيح لله وردت في الأناجيل الأخري ...

فما هي الحقيقة التي أراد يوحنا الإنجيلي توضيحها ،

مميزاً بنوة المسيح عن كل بنوة أخري ؟

إنها تأكيده علي أن المسيح هو الإبن الوحيد . 


ورد هذا الأمر في عدة مواضع هي :

1- ( يو 1 : 18 ) " الله لم يره أحد قط . الإبن

الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر "


. إنه أعطانا فكرة عن الله الذي لا يمكن رؤيته .

وقد أثبت الرب هذا الأمر في قوله لفيلبس ، لما سأله ذاك

" أرنا الآب وكفانا " 

. فأجابه الرب موبخاً وموضحاً

" أنا معكم زماناً هذه مدته ، ولم تعرفني يا فيلبس ؟!

الذي رآني فقد رأي الآب . فكيف تقول أنت : أرنا الآب ؟! " ( يو 14 : 9 ) .

وأكمل الشرح بقوله

" ألست تؤمن أني أنا في الآب ، والآب في " 

... وهذه العبارة الأخيرة سنوردها وأمثالها بإستفاضة عند الحديث عن العلاقة بين الآب والإبن في إنجيل يوحنا ... 


2- ( يو 3 : 16 ) " هكذا أحب الله العالم ، حتي بذل إبنه الوحيد ،

لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " .

وهنا نري أن الفداء قام به الإبن الوحيد .

وأنه لابد من الإيمان به ، لنوال الحياة الأبدية ،

وللخلاص من الهلاك الأبدي بسبب الخطية ...

وهكذا أرسل الله إبنه لخلاص العالم ( يو 3 : 17 ) .

ويكرر عبارة ( الإبن الوحيد ) في نفس المناسبة فيقول :

3 - ( يو 3 : 18 ) الذي يؤمن به لا يدان . والذي لا يؤمن قد دين ،

لأنه لم يؤمن بإسم إبن الله الوحيد " 


ونري هنا تكرار لوجوب الإيمان به للنجاة من الدينونة .

ومن لا يؤمن تقع عليه الدينونة .

4- ( يو 1 : 14 ) " والكلمة .. حل بيننا ، ورأينا مجده ، مجداً كما لوحيد من الآب" . 

الكلمة أي اللوجوس ، تجسد وحل بيننا ، بمجده ، مجداً يليق بوحيد للآب ..

ولكننا نورد هنا ملاحظة هامة . وهي أن وصف السيد المسيح بأنه الإبن الوحيد

ورد أيضاً في رسالة يوحنا الأولي :

+ { 1 يو 4 : 9 ) " بهذا أظهرت محبة الله فينا ،

أن الله قد أرسل إبنه الوحيد إلي العالم لكي نحيا به " 


ويتابع حديثه فيذكر أن عمل الإبن الوحيد 

هو القيام بعملية الفداء ،أو الكفارة ، فيقول :

" في هذا هي المحبة ، ليس أننا نحن أحببنا الله ،

بل أنه هو أحبنا قبلاً ، وأرسل إبنه كفارة لخطايانا " ( 1 يو 4 : 10 ) .

ثالثاً / معني عبارة الإبن الوحيد 

+ نحن أبناء لله ، ولكننا لسنا من طبيعته الإلهية ،

وإنما :

1- نحن أبناء بالإيمان :

كما قيل

" وأما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء لله ،

أي المؤمنين بإسمه " ( يو 1 : 12 ) . 

2- ونحن أبناء بالمحبة :

وفي ذلك قيل

" أنظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتي ندعي أولاد الله " ( 1 يو 3 : 1 ) . 

3- ونحن أبناء بالتبني ،

كما ورد في ( رو 8 : 23 ) " متوقعين التبني فداء أجسادنا " .

رابعاً / معنى إبن الله الوحيد 

فهو الوحيد الذي من طبيعة الآب ، ومن جوهره ، ومن لاهوته .

وفي هذا يختلف عن الذين دعوا أبناء ، بالإيمان بالحب بالتبني .

وهكذا إشتمل إنجيل يوحنا علي ثلاث عبارات في الدلالة علي بنوة المسيح لله ،

وهي :

1- إبن الله الوحيد .

2- الإبن . مجرد عبارة ( الإبن ) تعني أنه هو . وتدل ضمناً علي أنه لا يوجد إبن غيره .


3- إبن الله . 


0 التعليقات:

إرسال تعليق