أولاً / معنى الإبن
+ البشر يتكلم عنهم بأسلوب الجمع أنهم " أبناء الله "
أما عن نفسه فيقول إنه " الإبن " .
وحينما تذكر هذه الكلمة وحدها ، إنما تعني ربنا يسوع المسيح .
وهو يذكر عبارة ( الإبن )في دلالات معينة تبرهن علي لاهوته .
وسنذكر أمثلة من ذلك :
1- قوله في نقاشه مع اليهود :
" إن حرركم الإبن ، فبالحقيقة تكونون أحراراً " ( يو 8 : 36 ) .
وهذا التحرير يعني بلاشك الخلاص ، أو التحرير من عبودية الخطية والشيطان .
ويعني حصر هذا العمل في الإبن .
2- قوله " الذي يؤمن بالإبن له حياة أبدية ، والذي لا يؤمن بالإبن
لن يري حياة ، بل يمكث عليه غضب الله " ( يو 3 : 36 ) .
ونلاحظ هنا
أنه يتطلب الإيمان به . وهذا في حد ذاته موضوع نحب أن نبحثه بالتفصيل ...
فكثيراً ما قال الرب في إنجيل يوحنا " آمنوا بي "...
وكل هذا دليل علي لاهوته .
وبخاصة هنا ، عندما يربط الإيمان به بالحياة الأبدية ، كشرط .
ويكرر هذا الأمر فيقول :
" كل من يري الإبن ويؤمن به ، تكون له حياة أبدية ،
وأنا أقيمه في اليوم الأخير " ( يو 6 : 40 ) .
ولعل هذا المعني أيضاً أورده القديس يوحنا في رسالته الأولي ، فقال :
" وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية ، وهذه الحياة هي في إبنه .
من له الإبن، فله الحياة . ومن ليس له إبن الله
فليست له الحياة " ( 1 يو 5 : 11 ، 12 ) .
3- يتكلم أيضاً عن الإبن كصاحب
سلطان علي كل شئ فيقول :
" الاب يحب الإبن . وقد دفع كل شئ في يده " ( يو 3 : 35 ) .
فمن يكون هذا الذي دفع إليه كل شئ ؟!
ولعل هذا يذكرنا بقول الرب في آخر إنجيل متي
" دفع إلي كل سلطان في السماء وعلي الأرض " ( مت 28 : 18 )
4- يذكر أن الدينونة هي عمل الإبن فيقول :
الآب لا يدين أحداً ، بل أعطي كل الدينونة للإبن " ( يو 5 : 22 ) .
كيف نفهم هذه العبارة في ضوء مخاطبة إبراهيم أبي الآباء لله قائلاً عنه إنه
" ديان الأرض كلها " ( تك 18 : 25 ) .
إن قيامه بالدينونة هو بلاشك دليل واضح علي لاهوته . أ
ما قيام الإبن للدينونة فواضح في
( مت 25 : 31 - 46 ) ، وفي مواضع أخري كثيرة .
ونحن نذكر ذلك في قانون الإيمان فنقول عنه إنه
" يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات " .
5- كذلك يتحدث عن عمل الإبن في القيامة العامة . فيقول :
الحق الحق أقول لكم ،
إنه تأتي ساعة وهي الآن ، حين يسمع الأموات صوت إبن الله ،
والسامعون يحيون
" ... تأتي ساعة يسمع فيها جميع من في القبور صوته .
فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلي قيامة الحياة ،
والذين عملوا السيئات إلي قيامة الدينونة ( يو 5 : 25 ، 28 ، 29 ) .
وهنا نري أنه بواسطة الإبن يقوم الأموات ،
كما بواسطته أيضاً تكون الدينونة .
6- وعقب كلام الرب عن الدينونة ، يتحدث عن إكرام الإبن فيقول :
" لكي يكرم الجميع الإبن كما يكرمون الآب " ( يو 5 : 23 ) .
ومساواة الإبن للآب في الكرامة دليل آخر علي لاهوته .
وقد حاول اليهود أن يقتلوه قبل تصريحه هذا ، لأنه قال
إن الله أبوه ، معادلاً نفسه بالله ( يو 5 : 18 ) .
7- ويتكلم عن الإبن أيضاً في مساواته للآب في العمل . فيقول
" لأن مهما عمل ذاك ( أي الآب ) ، فهذا يعمله الإبن كذلك " ( يو 5 : 19 ) .
وكان هذا ما آثار اليهود من جهة معادلته للآب من جهة العمل ،
حينما قال
" أبي يعمل حتي الآن ، وأنا أيضاً أعمل " ( يو 5 : 17 ) .
فطلبوا أن يقتلوه ...
8- إنه يربط أيضاً بين الآب والإبن في الوجود في كل مكان ،
في قلوب المؤمنين ، فيقول :
" إن أحبني أحد يحفظ كلامي ، ويحبه أبي . وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً " ( يو 14 : 23 ) .
فكيف يأتي مع الآب إلي كل إنسان يحبه . وعنده يصنع منزلاً ، أي يقيم عنده مع الآب . أليس هذا دليلاً آخر علي لاهوته ؟
إنه يذكرنا بقوله في إنجيل متي
" حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي ، فهناك أكون في وسطهم "
( متي 18 : 20 )
9- ويذكر أيضاً أن الإبن قد جاء لأجل خلاص العالم ، فيقول :
" لأنه لم يرسل الله إبنه ليدين العالم ، بل ليخلص العالم " ( يو 3 : 17 ) .
10- كذلك يتحدث عن الآب بكلمة ( أبي ) بالتخصيص
" الذي يحبني يحبه أبي " ( يو 14 : 21 ) . وأيضاً " أبي هو الذي يمجدني ،
الذي تقولون أنتم إنه إلهكم " ( يو 8 : 54 ) "
لستم تعرفونني أنا ولا أبي . لو عرفتموني لعرفتم ابي أيضاً " ( يو 8 : 19 ) .
ثانياً / معنى ابن الله
يوضح لنا إنجيل يوحنا ،
وعلي لسان السيد المسيح ذاته
الإعلانات الآتية الخاصة به كإبن الله :
1- الإبن هو الذي يحررنا .
2- بالإيمان به تكون الحياة .
3- كل شئ قد دفع إلي يديه .
4- الدينونة هي عمله .
5- وكذلك إقامة الأموات .
6- إكرام الإبن كإكرام الآب .
7- الإبن مساو للآب في العمل .
8- ومساو له في الوجود في كل مكان .
9- يتكلم عن الآب بصفة التخصيص .
10- ذكرت علاقة الآب بالإبن
+ نقطة أخري إنفرد بها إنجيل يوحنا وهي :
حديثه عن السيد المسيح ، من حيث هو الإبن الوحيد ،
وتأكيده لهذه الحقيقة :
قد يقول البعض كلنا أبناء لله ،
فما هي ميزة المسيح كإبن لله ؟ ماذا يفترق في هذه النقطة عن البشر ؟!
بنوة المسيح لله وردت في الأناجيل الأخري ...
فما هي الحقيقة التي أراد يوحنا الإنجيلي توضيحها ،
مميزاً بنوة المسيح عن كل بنوة أخري ؟
إنها تأكيده علي أن المسيح هو الإبن الوحيد .
ورد هذا الأمر في عدة مواضع هي :
1- ( يو 1 : 18 ) " الله لم يره أحد قط . الإبن
الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر "
. إنه أعطانا فكرة عن الله الذي لا يمكن رؤيته .
وقد أثبت الرب هذا الأمر في قوله لفيلبس ، لما سأله ذاك
" أرنا الآب وكفانا "
. فأجابه الرب موبخاً وموضحاً
" أنا معكم زماناً هذه مدته ، ولم تعرفني يا فيلبس ؟!
الذي رآني فقد رأي الآب . فكيف تقول أنت : أرنا الآب ؟! " ( يو 14 : 9 ) .
وأكمل الشرح بقوله
" ألست تؤمن أني أنا في الآب ، والآب في "
... وهذه العبارة الأخيرة سنوردها وأمثالها بإستفاضة عند الحديث عن العلاقة بين الآب والإبن في إنجيل يوحنا ...
2- ( يو 3 : 16 ) " هكذا أحب الله العالم ، حتي بذل إبنه الوحيد ،
لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " .
وهنا نري أن الفداء قام به الإبن الوحيد .
وأنه لابد من الإيمان به ، لنوال الحياة الأبدية ،
وللخلاص من الهلاك الأبدي بسبب الخطية ...
وهكذا أرسل الله إبنه لخلاص العالم ( يو 3 : 17 ) .
ويكرر عبارة ( الإبن الوحيد ) في نفس المناسبة فيقول :
3 - ( يو 3 : 18 ) الذي يؤمن به لا يدان . والذي لا يؤمن قد دين ،
لأنه لم يؤمن بإسم إبن الله الوحيد "
ونري هنا تكرار لوجوب الإيمان به للنجاة من الدينونة .
ومن لا يؤمن تقع عليه الدينونة .
4- ( يو 1 : 14 ) " والكلمة .. حل بيننا ، ورأينا مجده ، مجداً كما لوحيد من الآب" .
الكلمة أي اللوجوس ، تجسد وحل بيننا ، بمجده ، مجداً يليق بوحيد للآب ..
ولكننا نورد هنا ملاحظة هامة . وهي أن وصف السيد المسيح بأنه الإبن الوحيد
ورد أيضاً في رسالة يوحنا الأولي :
+ { 1 يو 4 : 9 ) " بهذا أظهرت محبة الله فينا ،
أن الله قد أرسل إبنه الوحيد إلي العالم لكي نحيا به "
ويتابع حديثه فيذكر أن عمل الإبن الوحيد
هو القيام بعملية الفداء ،أو الكفارة ، فيقول :
" في هذا هي المحبة ، ليس أننا نحن أحببنا الله ،
بل أنه هو أحبنا قبلاً ، وأرسل إبنه كفارة لخطايانا " ( 1 يو 4 : 10 ) .
ثالثاً / معني عبارة الإبن الوحيد
+ نحن أبناء لله ، ولكننا لسنا من طبيعته الإلهية ،
وإنما :
1- نحن أبناء بالإيمان :
كما قيل
" وأما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء لله ،
أي المؤمنين بإسمه " ( يو 1 : 12 ) .
2- ونحن أبناء بالمحبة :
وفي ذلك قيل
" أنظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتي ندعي أولاد الله " ( 1 يو 3 : 1 ) .
3- ونحن أبناء بالتبني ،
كما ورد في ( رو 8 : 23 ) " متوقعين التبني فداء أجسادنا " .
رابعاً / معنى إبن الله الوحيد
فهو الوحيد الذي من طبيعة الآب ، ومن جوهره ، ومن لاهوته .
وفي هذا يختلف عن الذين دعوا أبناء ، بالإيمان بالحب بالتبني .
وهكذا إشتمل إنجيل يوحنا علي ثلاث عبارات في الدلالة علي بنوة المسيح لله ،
وهي :
1- إبن الله الوحيد .
2- الإبن . مجرد عبارة ( الإبن ) تعني أنه هو . وتدل ضمناً علي أنه لا يوجد إبن غيره .
3- إبن الله .
0 التعليقات:
إرسال تعليق