ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

يوم الثلاثاء من الأسبوع الرابع من شهر بابه ( مر 9 : 33 – 41)

يوم الثلاثاء من الأسبوع الرابع من شهر بابه ( مر 9 : 33 – 41) 



33- و جاء الى كفرناحوم و اذ كان في البيت سالهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق. 34- فسكتوا لانهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو اعظم. 35- فجلس و نادى الاثني عشر و قال لهم اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل و خادما للكل. 36- فاخذ ولدا و اقامه في وسطهم ثم احتضنه و قال لهم. 37- من قبل واحدا من اولاد مثل هذا باسمي يقبلني و من قبلني فليس يقبلني انا بل الذي ارسلني. 38- فاجابه يوحنا قائلا يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك و هو ليس يتبعنا فمنعناه لانه ليس يتبعنا. 39- فقال يسوع لا تمنعوه لانه ليس احد يصنع قوة باسمي و يستطيع سريعا ان يقول علي شرا. 40- لان من ليس علينا فهو معنا. 41- لان من سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره

ع33-34: دار حديث بين التلاميذ أثناء سيرهم. وعند وصولهم إلى البيت (منزل بطرس على الأرجح)، سألهم السيد المسيح عما دار بينهم، وكان الغرض من سؤاله ليس العلم – فهو العالم بكل شىء – ولكن من أجل تعليم التلاميذ وتصحيح مفهوم خاطئ لديهم، فقد شغلتهم فكرة من هو الأعظم فيهم، وأساسها كبرياء القلب. 
ع35: جلس السيد المسيح وجمع تلاميذه حوله، وبدأ فى التعليم مباشرة: من أراد أن يكون أكثر عظمة وسيدا للكل، عليه أن يكون خادما، واضعا نفسه آخر الكل، وأقل من الجميع. 
وما يعلّمه المسيح هنا، يخالف بالتمام مفهوم العالم عن العظمة، فعظمة العالم هى التسلط والكبرياء والتحكم "... رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم" (مت 20: 25). أما عظمة المسيحية، فهى الاتضاع وإنكار الذات وخدمة الآخر... (راجع شرح مت 20: 20-28). 
ع36-37: فى حنان، أخذ السيد المسيح طفلا وضمه إلى صدره وهو لا يزال موجها حديثه لتلاميذه، قائلا: إن من قدّم عملا مهما كان صغيرا – كتقديم الحنان لولد باسم المسيح – يعتبره المسيح عملا مقدما له شخصيا وللآب الذى أرسله؛ فالمهم هو الخدمة والبذل من أجل الآخرين، وليس منظر الرئاسة أو العظمة الخارجى. 
ع38: فى (ع37)، قال الرب: "من قَبِلَ... باسمى"، لعل هذا القول جعل يوحنا يتذكر حدثا مر به مع التلاميذ، إذ رأوا إنسانا يستخدم اسم الرب فى إخراج الشياطين، ولم يكن من الاثنى عشر أو جملة السبعين رسولا، فأخذتهم الغيرة فمنعوه لأنه ليس منهم. 
ع39-40: عاتبهم الرب على منعهم إياه، فالرجل كان مؤمنا ومحبا للمسيح، وكان إيمانه سبب خروج الشيطان... فمن اختبرنى واختبر قوة عملى معه، لا ينقلب علىَّ أو يجدّف على اسمى... وطالما أن الإنسان لا يقاوم الحق والإيمان السليم المسلَّم للكنيسة من المسيح، فلا داعى لمنعه، وإلا صار هذا رغبة فى احتكار المواهب والخدمة.
ع41: فإن كان العمل زهيدا، حتى لو قدّم أحد لكم - باسمى - كوب ماء، لا يُضِيعُ أجرَه، فكم بالحرى من يستخدم اسمى ليرحم مريضا ويخرج منه شيطانا؟!
تعليق: 
يقول الرب فى (ع40): "من ليس علينا فهو معنا"، وفى (مت 12: 30 ؛ لو 11: 23) : "من ليس معى فهو علىَّ". وقد يبدو لأول وهلة أن المعنيان يتعارضان، ولكن فى حقيقة الأمر المعنى واحد، لأن الحياد فى شأن الإيمان بالمسيح مستحيل، فأما معه أو عليه بما يتبع ذلك من تصرفات. 
وللتوضيح نقول: 
قد تكون علامة الصداقة هى عدم المقاومة للمسيح، وبالتالى نفهم: "من ليس علينا – يقاومنا - فهو معنا." وقد تكون علامة العداوة هى عدم الاشتراك فى العمل الإيجابى، فنفهم: "من ليس معى – فى عملى - فهو علىَّ".
ع42: التعليم هنا بعدم الإعثار، هو تعليم عامة للتلاميذ والخدام وكل المؤمنين، ويوضح خطورة إعثار بسيطى الإيمان. ومن أعثر تعنى من كان سببا مباشرا فى خطأ الآخر، أو سبب له ارتباكا وشكوكا بتعليم غير قويم أو قول خاطئ أو تصرف شائن. 
ومن خطورة هذه الخطية وشرها فى نظر الله، يقول: أفضل للإنسان لو رُبِطَ من رقبته بحجر رحًى (حجر كبير لطحن الحبوب) وأُلْقِىَ فى البحر، ليموت، عن أن يعثر آخر بسيطا فى إيمانه. 
ع43-48: سبق الشرح التفصيلى لهذا النص فى (مت 5: 29-30، 18: 8-9)، وسنكتفى هنا بتوضيح المعانى الآتية:
"اقطعها... اقلعها": قطع اليد أو الرِّجْل أو قلع العين ليس معنًى حرفيا، بل معنًى مجازيا المقصود به أن يقطع الإنسان كل أسباب وطرق الشر التى مصدرها حواسه أو الناس المحيطين به. واستخدم السيد المسيح لفظى "القطع والقلع"، ليوضح لنا درجة الحسم المطلوبة منا جميعا فى مواجهة العثرات ومداخلها، فالعثرة الصغيرة تنشئ شرا كبيرا. 
"دُودُهُمْ لا يموت، والنار لا تُطفأ": تعبير آخر يرعب المستهين بجزاء الله العادل، وكل من تهاون فى حواسه وأعثر نفسه، أو صار سبب عثرة للآخرين... فكلمات "لا يموت - لا تُطفأ"، دليل على أبدية العذاب وعدم توقفه. 
وهكذا يا صديقى... فكل المخدوعين بملذات العالم وشهواته الزمنية الزائلة، يدفعون أنفسهم إلى عذاب قاسيا فى شدته، والأسوأ أنه لا ينتهى أبدا. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق