1- حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى اخذن مصابيحهن و خرجن للقاء العريس. 2- و كان خمس منهن حكيمات و خمس جاهلات. 3- اما الجاهلات فاخذن مصابيحهن و لم ياخذن معهن زيتا. 4- و اما الحكيمات فاخذن زيتا في انيتهن مع مصابيحهن. 5- و فيما ابطا العريس نعسن جميعهن و نمن. 6- ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه. 7- فقامت جميع اولئك العذارى و اصلحن مصابيحهن. 8- فقالت الجاهلات للحكيمات اعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ. 9- فاجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا و لكن بل اذهبن الى الباعة و ابتعن لكن. 10- و فيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس و المستعدات دخلن معه الى العرس و اغلق الباب. 11- اخيرا جاءت بقية العذارى ايضا قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا. 12- فاجاب و قال الحق اقول لكن اني ما اعرفكن. 13- فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم و لا الساعة التي ياتي فيها ابن الانسان
ع1: "ملكوت السماوات": أى مُلك الله السماوى على قلوب أولاده فى الكنيسة، استعدادا للملكوت الأبدى.
"عَشْرَ": عدد يرمز للكمال، أى كل البشر المؤمنين بالله.
"عذارى": ترمزن للنفوس البشرية التى تؤمن بالله.
"مصابيحهن": ترمز لإمكانيات الإنسان، أى الروح والجسد، ليحيا بها مع الله، فتستنير حياته.
"العريس": هو الله.
إذن، فالكل مؤمن وهدفه الأبدية، أى الوجود مع العريس إلى الأبد. ولكن، يختلفون فى كيفية الاستعداد للملكوت.
ع2-4: "خَمْسٌ": يشير لحواس الإنسان الخمسة التى يستخدمها إما حسنا مثل العذارى الحكيمات، أو يسلمها للشر مثل الجاهلات.
"حكيمات": كان لهن مظهر التقوى وعمقها، وهو الزيت الذى فى المصابيح.
"جاهلات": هن اللاتى لهن مظهر الحياة الروحية، ولكن ليس لهن زيت، وهو محبة الله وخدمة الآخرين.
والجهل هو أن يكون للإنسان القدرة على التمتع بالله وعشرته فى هذه الحياة وإلى الأبد، ويتهاون فى هذا تكاسلا وانشغالا بالعالم واهتماماته الكثيرة.
ع5: "نَعَسْنَ... وَنِمْنَ": أى نهاية العمر والموت.
انتهت حياة هؤلاء العذارى وَمُتْنَ لأن العريس، أى المسيح، لم يأت بعد.
ع6: "نصف الليل": يشير إلى المجىء الثانى للمسيح بعد رقاد النفوس، واستعلان دينونته العادلة، حيث يكافئ الذين رقدوا على الإيمان، ويجازى من ابتلعهم ظلام العالم الشرير.
"صراخ": أصوات الملائكة بالبوق الأخير تنادى المؤمنين بالخلاص، والأشرار بالدينونة.
"اخرجن للقائه": تتغيّر أجسادالراقدين، وتتجمّع بعد تحلّلها، فتصير أجساما روحية تتحد بأرواحها، لتقابل المسيح، وتقف أمامه فى يوم الدينونة.
فى مجىء المسيح الثانى، تقوم الأجساد، ويجتمع كل البشر فى يوم الدينونة.
ع7-9: تقدّمت العذارى جميعهن، أى كل البشر، للوقوف أمام الله الديّان العادل. وجمع كل واحد ما عنده من إيمان ومحبة، أى أصلح مصباحه، ووقف ليحاسَب أمام الله.
وهنا فقط، انتبهت الجاهلات إلى أن الإيمان بدون محبة، أى الزيت، لا ينفع شيئا وينطفئ المصباح، لأن الإيمان بدون أعمال ميت؛ فالشياطين يؤمنون ويقشعرّون ولكن لن يخلُصوا.
حاولت العذارى الجاهلات أن تأخذن زيتا من الحكيمات، ولكنهن اعتذرن بأنه لا يكفى لهن وللجاهلات، وينبغى أن يبحثن عن هذا الزيت ويبتعنه من الباعة، أى يقدمن محبة ورحمة للآخرين، لأن الأعمال الصالحة مهما عمل الإنسان لا تفضُل وتزيد عنه حتى يعطيها لآخرين. وقول المسيح واضح: "متى فعلتم كل ما أُمِرْتُمْ به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو 17: 10).
"الباعة": أى كل إنسان يمكن أن نعمل معه عمل رحمة، مثل الفقراء والمحتاجين.
ع10: حاولت العذارى الجاهلات أن يصنعن الرحمة، ويعملن الخير فى يوم الدينونة، ولكن لم تعد هناك فرصة. فقد أخذ المسيح العذارى الحكيمات ودخل بهن إلى الملكوت وأُغْلِقَ الباب، ولم يعد هناك فرصة لدخول أحد بعد ذلك.
"العُرس": الملكوت الأبدى.
"أُغْلِقَ الباب": معناه ضمان ثبات الحكيمات فى الملكوت، ومنع الأشرار والشيطان من الدخول، فلا يواجه الأبرار متاعب فى الملكوت.
ومن ناحية أخرى، لا توجد أية فرصة لنجاة الأشرار من العذاب الأبدى بعيدا عن الله.
ع11-12: "أخيرا": أى بعد فوات الأوان والحكم عليهن بالدينونة.
"افتح لنا": يطلبن مكانا فى الملكوت.
"ما أعرفكن": لا يعرفهن كتلميذات وتابعات له.
حاولت العذارى الجاهلات الدخول بعد إغلاق الباب فرفض المسيح، بل أعلن أنه لا يعرفهن، أى لا علاقة له بهن، لأنه كان لهن مظهر التقوى وليس قوتها وعمقها، أى الإيمان بدون أعمال المحبة.
فمن لا يحيا فى محبة الله على الأرض، ليس له مكان للتمتع بمحبته فى السماء.
ع13: يعلق المسيح بوضوح، مؤكدا أهمية السهر الروحى، أى الاستعداد الدائم لمجيئه، لأننا لا نعرف ميعاده.
الله ينتظر محبتك العملية فى اهتمام بعبادتك المقدسة له، وأعمال صالحة مع كل من تقابله. فانتهز فرصة العمر لتعمل خيرا قدر استطاعتك، فتستنير حياتك على الأرض، ولا تخزى فى يوم الدينونة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق