ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

هل صلب المسيح


هل صلب المسيح


أن قصة الصلب هي حقيقة ولها أدلة كثيرة:-
أدلة كتابية :

1- من العهد القديم
إن العهد القديم يكتظ بالنبوءات عن موت المسيح وقيامته.
ويكفي أن نلقي نظرة على سفر إشعياء? الأصحاح 53: 1-12

1 من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. 2 نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. 3 محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به 4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. 8 من الضغطة ومن الدينونة أخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي. 9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش 10 اما الرب فسرّ بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها. 12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين
إن المسيح نفسه قد تحدث عن موته وقيامته

2- من العهد الجديد
" مِنْ ذ لِكَ الوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلَامِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ " ( متّى 16 :21 )

" فِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : ا بْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ " ( متّى 17 :22 و23(

" وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلَامِيذِهِ : تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الفِصْحُ، وَا بْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ " ( متّى 26 :1 و2(

" وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ " ( مرقس 8 :31(

" كَانَ يُعَلِّمُ تَلَامِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ " ( مرقس 9 :31(

" هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَا بْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ " ( مرقس 10 :33-34(

" يَنْبَغِي أَنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ " لوقا 9 :22 .

" وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ ه كَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ا بْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " ( يوحنّا 3 :14-15(

إن هذه الأيات تشتمل علي حقيقه خطيره لا بد من الإشارة إليه و هي أن السيد المسيح في اقتباسه نبوّات العهد القديم? وقوله “إنه ينبغي أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير” قد أكد أن العهد القديم بكامله (باستثناء الأسفار التاريخية) قد أنبأ بمجيئه و صلبه و الأمه و قيامته


الأناجيل مليئه بالآيات الواضحه التي نطق هو نفسه بها والتي تشير إلى صلبه وآلامه.

في هذه الحال إما أن يكون المسيح كاذباً عندما تحدث عن موته أو أن يكون مجنوناً اختلط عليه الأمر? أو صادقاً لا ينطق بغير الحق.

لم يوجد أحد قط ? حتى من بين أعدائه? من اتهم المسيح بالكذب. وبالطبع لا يجرؤ أي انسان أن يتهم المسيح بالكذب أو الجنون. بقي أن نقول إن المسيح كان صادقاً في كل ما بشر به وأخبر عن نفسه.

“هذَا هُوَ الْكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ? أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ? وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لوقا 24: 44-46
هل شهد الرسل لصلب السيد المسيح ؟

قال القديس بطرس الرسول لليهود : " يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ,, هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّهِ المَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ " أعمال 2 :22-23

وقال القديس بولس " لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الكَامِلِينَ، وَل كِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلَا مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللّهِ فِي سِرٍّ : الحِكْمَةِ المَكْتُومَةِ، التِي سَبَقَ اللّهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، التِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ لِأَنْ لَوْ عَرَفُوا لمَا صَلَبُوا رَبَّ المَجْدِ " ( كورنثوس الأولى 2 :6-8

وقال القديس يوحنّا الرسول " وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ " (يوحنّا الأولى 1 :7
“اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ? الَّذِي سَمِعْنَاهُ? الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا? الَّذِي شَاهَدْنَاهُ? وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا? مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ? وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا” (يوحنا الاولى 1: 1-2

توجد وثائق تاريخيه تؤكد حقيقه صلب السيد المسيح

أ‌) الوثائق الوثنية:

تلعب الوثائق الوثنية دوراً بارزاً في قضية صلب المسيح لأن كُتَّابها

أولاً : لا ينتمون لأية طائفة مسيحية ,

ثانياً : لأن هؤلاء الكتّاب كانوا يضمرون العداء للمسيحيّة أو المسيح?

وكانوا أقرب إلى الهزء منه إلى المديح? ولا سيما في الحقبة الأولى من تاريخها.

ويحق لنا هنا أن نتناول شهادات هؤلاء المؤرخين والكتّاب السياسيين بكثير من الجدية ونحلّلها على ضوء معطيات العصر والعوامل السياسية الفاعلة فيه .

إن الوثائق الوثنية التي بين أيدينا يرجع تاريخ معظمها إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين? وهي تشهد لكثير من الوقائع التي جرت في حياة المسيح . ومن أبرز مؤلفي تلك الوثائق القديمة:

(1)كورنيليوس تاسيتوس (55-125 م) وهو مؤلف روماني عرف بالدقة والنزاهة. عاصر تاسيتوس ستة أباطرة ولُقب بمؤرخ روما العظيم . من أشهر كتبه على الإطلاق مصنَّفيه “الحوليات والتواريخ”. يضم الأول نحو 18 مجلداً ? والثاني نحو 12 مجلداً.

أن تاسيتوس هذا كان بحكم علاقته بالحكومة الرومانية مطلعاً على تقارير حكام أقاليم الإمبراطورية وسجلات الدولة الرسمية. وقد وردت في مصنَّفيه ثلاث إشارات عن المسيح والمسيحيّة أبرزها ما جاء في حولياته:

“... وبالتالي لكي يتخلص نيرون من التهمة (أي حرق روما) ألصق هذه الجريمة بطبقة مكروهة معروفة باسم المسيحيّين? ونكَّل بها أشد تنكيل. فالمسيح الذي اشتق المسيحيون منه اسمهم? كان قد تعرض لأقصى عقاب في عهد طيباريوس على يد أحد ولاتنا المدعو بيلاطس البنطي. وقد راجت خرافة من أشد الخرافات إيذاء? وإن كانت قد شُكمت لفترة قصيرة? ولكنها عادت فشاعت ليس فقط في اليهودية المصدر الأول لكل شر? بل انتشرت أيضاً في روما التي أصبحت بؤرة لكل الأشياء الخبيثة والمخزية التي شرعت ترد إليها من جميع أقطار العالم” .

يتضح من هذه الوثيقة أن المسيحية قد اشتقت اسمها من المسيح? وأن بيلاطس البنطي هو الذي حكم عليه بالموت. أما الخرافة أو الإشاعة التي ألمح إليها فهي ولا شك القيامة.

شهادة الوالي بيلاطس

من المعلوم ان هذا الطاغية أرسل إلى طيباريوس قيصر تقريراً ضافياً، عن صلب المسيح ودفنه وقيامته. وقد حُفظ هذا التقرير في سجلاّت رومية. وكان من الوثائق، التي استند إليها العالِم المسيحيّ ترتليانوس في دفاعه المشهور عن المسيحيّين.

(2) ثللوس (توفي 52م) و هو من مؤرخي الرومان القدامى الذين كتبوا عن موت المسيح وقد عمد هذا إلى تصنيف تاريخ منطقة البحر الأبيض المتوسط منذ الحرب الطرواديّة حتى زمانه. بيد أن هذا المصنف قد فُقد ولم يبقَ منه سوى شذرات مبعثرة في مؤلفات الآخرين? ومن جملتهم يوليوس الإفريقي الذي كان مطلعاً? كما يبدو على هذا التاريخ. ففي سياق حديثه عن صلب المسيح والظلام الذي خيّم على الأرض عندما استودع المسيح روحه بين يدي الآب السماوي? أشار يوليوس إلى عبارة وردت في تاريخ ثللوس تدور حول هذه الحادثة قال:

“إن ثللوس في المجلد الثالث من تاريخه? يعلل ظاهرة الظلمة أنه كسوف الشمس? وهذا غير معقول كما يبدو لي” .

وقد رفض يوليوس الإفريقي هذا التعليل (سنة 221 م) بناء على أن الكسوف الكامل لا يمكن أن يحدث في أثناء اكتمال القمر? ولا سيما أن المسيح قد صُلب ومات في فصل الاحتفال بالفصح وفيه يكون القمر بدراً مكتملاً .

ولم يكن ثللوس وحده هو الذي نبَّر على حدوث هذا الظلام? فقد أشار إليه كثير من القدامى كمثل فليفون الفلكي في القرن الثاني فقال: “إن الظلام الذي حدث عند صلب المسيح لم يحدث في الكون مثله من قبل” كما أشار إليه الإمام الحافظ ابن كثير المؤرخ الإسلامي في القرن الرابع عشر في كتابه •البداية والنهاية ج 1: 4182.

(3) لوسيان اليوناني: كان هذا أحد مؤرخي اليونان البارزين في مطلع القرن الثاني الميلادي. وقد علق في مقال نقدي ساخر على المسيحيين والمسيح . وإذ كان ينتمي إلى المذهب الأبيقوري فقد عجز عن استيعاب طبيعة الإيمان المسيحي واستعداد المسيحيين للاستشهاد في سبيل عقيدتهم? وحسبهم شعباً مخدوعاً يتعلق بأوهام عالم ما بعد الموت بدلاً من التمتع بمباهج العالم الحاضر وملذاته وأبرز ما قاله:

“إن المسيحيين? كما تعلم? ما زالوا إلى هذا اليوم يعبدون رجلاً - وهو شخصية متميزة? استنّ لهم طقوسهم الجديدة وصُلب من أجلها… ومنذ اللحظة التي اهتدوا فيها (إلى المسيحية) وأنكروا آلهة اليونان وعبدوا الحكيم المصلوب? استقرّ في عرفهم أنهم إخوة” .

(4) رقيم بيلاطس: وهو رقيم أشار إليه جاستنيان الشهيد عام 150 م في أثناء دفاعه الأول حيث أكد أن صلب المسيح يثبته تقرير بيلاطس? كما يلمح في نفس الدفاع إلى طائفة من العجائب وأعمال الشفاء? ثم يقول: “إنه حقاً قد صنع هذه ويمكنك التأكد منها من رقيم بيلاطس” وأشار ترتليان أيضاً إلى نفس هذا الرقيم .

(5) سيتونيوس (120 م) : ومن جملة الذين ذكروا في مؤلفاتهم ورسائلهم عن المسيح المصلوب? بصورة مباشرة أو غير مباشرة? سيتونيوس (120 م) الذي كان رئيس أمناء سر الأمبراطور الروماني هادريان (117-138 م) فأتاحت له وظيفته الإطلاع على سجلات الدولة الرسمية? فعلم بالأسباب التي أدت إلى اضطهاد المسيحيين ومن بينها إيمانهم بصلب المسيح وموته وقيامته.

(6) بليني الأصغر حاكم بيثينيا في آسيا الصغرى. وهو من رجالات الدولة الذين عنوا بشأن المسيحيين فقد ألمح في كتابه العاشر (112 م) إلى المسيح الذي يؤلّهه المسيحيون وموقفه منهم (المصدر السابق).

(7) كلسوس الفيلسوف الأبيقوري المولود سنة 140م الذي كان من ألد أعداء المسيحية? هذا أيَّد في كتابه (البحث الحقيقي) قضية صلب المسيح وإن سخر من الغرض منه وقال: “احتمل المسيح آلام الصلب لأجل خير البشرية” (قضية الغفران 109).

(8) مارا بار - سيرابيون? قال هذا في رسالة كتبها لابنه من السجن يعود تاريخها إلى بين القرنين الأول والثالث:... وأية فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم? لم يمت هذا الملك الحكيم إلى الأبد لأنه عاش من خلال تعاليمه التي علم بها7 ..

بطبيعة الحال إن مارا هذا ينظر إلى المسيح من خلال منظاره الوثني. فالمسيح في رأيه? هو حكيم من الحكماء كسقراط وأفلاطون كما نمّت عن ذلك بقية رسالته.

يتبين لنا من هذه الوثائق الوثنية أن كتّابها كانوا على ثقة تامة أن المصلوب هو المسيح وليس الشبيه كما يدّعي المسلمون. وهكذا سجل لنا التاريخ حقيقة دامغة على صدق الكتاب.

(ب) الوثائق اليهودية

أما الوثائق اليهودية فلها أهمية خاصة على الرغم من سلبيتها. فمن الطبيعي أن يتخذ رؤساء اليهود وقادتهم الدينيون موقفاً معادياً من المسيح? وهم الذين صلبوه إذ أدركوا أن تعاليمه الثورية تهدد معظم ما استنوه من تقاليد وطقوس فريسية تعزز من مكانتهم الدينية والسياسية. ومع ذلك فإن هذه الوثائق برهان ساطع على صحة ما ورد في الإنجيل من تفاصيل قصة الصلب. وفي هذا الجزء من دراستنا سنتناول أبرز هذه الوثائق وأولها:

يوسيفوس (37-97 م) هذا ذكر في كتابه “التواريخ” ما بين سنتي 90-95 م فقرة عن صلب المسيح. ويبدو أن هذه الفقرة قد أثارت حولها جدلاً بين علماء المخطوطات إذ اعتقد بعضهم أن هذه الفقرة قد تلاعبت بها أيدي بعض المسيحيين المتطرفين لما جاء فيها من تقريظ للمسيح لا يمكن أن يصدر عن يهودي. ولكن في عام 1972 نشرت مخطوطة عربية يرجح العلماء أنها ترجمة دقيقة للنص الأصلي وقد جاء فيها:

“وفي ذلك الوقت كان هناك رجل حكيم يُدعى يسوع اشتهر بحسن السلوك وبالتقوى? فتبعه عدد غفير من بين اليهود والأمم الأخرى. غير أن بيلاطس البنطي حكم عليه بالموت صلباً. أما الذين تبعوه فلم يتخلوا عن تلمذتهم له. وادعوا أنه قد ظهر لهم بعد ثلاثة أيام من صلبه وأنه حيّ . وبناء عليه فقد يكون هو المسيح الذي عزا إليه الأنبياء أشياء عجيبة” .

إن شهادة يوسيفوس هذه قد سبقت شهادة أغلبية المؤرخين الوثنيين. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن يوسيفوس قد اشتهر بين أقرانه بالموضوعية? وأنه عالج هذه الواقعة التاريخية من خلال المعطيات اليهودية? تبين لنا أن هذا النص هو نص تقريري جدير بالثقة.

في إلقاء شبه السيد المسيح علي الغير إشكالات

(إالاول) نه إن جاز أن يقال أن الله يلقي شبه إنسان علي إنسان آخر فهذا غير مقبول.

(الثاني) كان السيد المسيح قادراً علي إحياء الموتي فهل عجز عن حماية نفسه؟

(الثالث) إن الله تعالي كان قادراً علي تخليصه برفعه إلي السماء فما الفائدة في إلقاء شبهه علي غيره، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟

(الرابع) بإلقاء الشبه علي غيره صارت بلبله وهذا لا يليق بحكمة الله.

(الخامس ( ألا يقدر المشبوه به أن يدافع عن نفسه أنه ليس بعيسي. ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الناس . فلما لم يوجد شئ من ذلك علمنا أن الأمر ليس علي ما ذكرتم".

يقول البعض إن الله قادر أن يخلق من الشبه أربعين فلماذا الأعتراض علي موضوع الشبه?

جوابانا : أجل? إن الله قادر علي كل شيء و قادر أن يخلق من الشبه أربعين? كما يقول المثل العامي ولكن في حالة السيدالمسيح هذه لم تكن هناك حاجة لذلك. فالمسيح لم يكن متهرباً من الصلب بل قد جاء في الدرجة الأولى? لفداء الإنسان? وهي مهمة اختارها لنفسه بفعل إرادته الشخصية. فلو تهرّب المسيح من الصّلب حقاً يكون قد تهرّب من المسؤولية التي أخذها على عاتقه? إما جبناً أو لامبالاة. وهذا ليس من شأن يسوع المسيح الذي هو كلمة الله. فإذاً لم تكن هناك حاجة لمعجزة الشبه على الإطلاق

محاكمة المسيح استغرقت اكثر من ليلة

ــ علينا أن نشير هنا إلى أن الوثائق المتوافرة لدينا تنبر أن محاكمة المسيح استغرقت ليلة بكاملها وشطراً من النهار التالي . وكانت تلك في محضر رؤساء اليهود? ومجلس السنهدريم وهو أعلى سلطة دينية في زمن المسيح. لهذا فإن الاعتقاد بأن المصلوب لم يكن المسيح بالذات بل شخصاً آخر لعله يهوذا الإسخريوطي? اعتقاد خاطئ من أساسه لم تثبته الوقائع ولا يتفق مع طبيعة الأحداث.

ــ ألم يكن في وسع المصلوب البديل في أثناء محاكمته أن يحتج ولو احتجاج الضعيف نافياً أنه المسيح?

إن الوثائق التي بين أيدينا لم تسجل لنا احتجاجاً واحداً أو شبه احتجاج صدر عن هذا الشبيه ! ولا أعتقد أن يهوذا الإسخريوطي - إن كان حقاً هو المصلوب كما يدَّعي البعض - يهمل مثل هذه الفرصة الذهبية لإنقاذ نفسه من هذه الميتة الشنيعة.

المعلق على الصليب يصفح عن قاتليه فهل هو يهوذا ؟

ــ كذلك يسجل لنا الإنجيل موقفاً إنسانياً لا يمكن أن يصدر عن شخص غير المسيح بالذات. ففي الساعات الأخيرة من حياته? وهو ما برح معلقاً على الصليب? نراه بكل محبة يصفح عن قاتليه وأعدائه. وهذا فعل لا يمكن أن يأتيه شخص مثل يهوذا الإسخريوطي الخائن الذي سلم سيده إلى أيدي خصومه الألدّاء.

حوار المسيح علي الصليب مع امه و يوحنا الحبيب

ــ بالإضافة إلى ذلك? علينا أن لا ننسى دور مريم أم المسيح التي ظلت إلى جوار الصليب مع نساء أخريات ورد ذكرهن في الإنجيل? وكذلك شاهد العيان الحواريّ يوحنا الحبيب. هؤلاء شهدوا أحداث الصلب وخاطبهم المسيح في غمرة آلامه الهائلة قائلاً لأمه: “يا امرأة? هوذا ابنك? ثم قال ليوحنا: هوذا أمك”. ألم يكن في وسع مريم أم المسيح أن تميز صوت ابنها من صوت الشبيه?

هل أخفقت العذراء في اكتشاف الفارق بين جسد ابنها وجسد الشبيه?

ــ هناك قضية هامة وهي قضية جسد المسيح. لقد زعم البعض أن الشبه قد وقع على وجه المسيح ولم يقع على جسده فإن صح هذا القول الذي يستنكره العقل , فكيف أخفقت مريم أم المسيح في اكتشاف الفارق بين جسد ابنها وجسد الشبيه?

هل أخفق يوسف الرامي ونيقوديموس عضوي السنهدريم في اكتشاف الفارق بين جسد المسيح وجسد الشبيه?

ــ هناك دليل ماديّ يتعذر على أي باحث موضوعي تجاهله. فقد ورد في قصة صلب المسيح أن يوسف الرامي ونيقوديموس عضوي السنهدريم اللذين كانا قد آمنا سراً بالمسيح? قد حصلا على إذن رسمي من الحاكم الروماني بيلاطس البنطي بدفن المسيح في قبر كان قد أعده يوسف الرامي لنفسه. واستطاعا معاً - وربما بمساعدة خدمهما - أن يقوما بجميع مراسيم الدفن كما نصت عليها الشريعة اليهودية? فلو كان المصلوب هو الشبيه ? وليس المسيح? كيف لم يستطيعا أن يميّزا بين جسد المسيح وبين جسد الشبيه وهما اللذان قاما بغسله وتطييبه وتكفينه? أكان هذا الشبيه مماثلاً للمسيح في طوله? وحجمه ولون بشرته? وما قد يتميز به من خصائص جسدية شخصية?

ــ إن إيراد ذكر المواقف المخجلة التي ارتكبها تلاميذ السيد المسيح وما اعتراهم من خوف وجُبن وهربهم أمام أعدائه وتخليهم عنه? وقضية إنكار بطرس لسيده ثلاث مرات لأكبر دليل على صحة قصة الصلب? إذ كيف يمكن للحواريين متى ويوحنا أن يدوّنا هذه التفاصيل المزرية لو لم يكن ذلك بوحي إلهي أمين? وهو وحي لا يحابي ولا يتحيّز لأحد. وكيف يمكن لبطرس وسواه من الحواريين أن يقبلوا ما قيل عنهم بالأناجيل لو لم يكن ذلك حقاً وصدقاً ? إن من طبيعة كُتَّاب السِّير الذاتية أن يستروا معائبهم ويغالوا في إظهار مناقبهم. وهذا لا نراه إطلاقاً في قضية الصلب
لماذا لم يكشف الله الحقيقة لتلاميذ السيد المسيح وتركهم مضَلّين ومضِلّين?

لماذا سمح الله للبشر أن يستمروا في ضلالهم طوال عده عصور? ولم يعلن لهم حقيقة المصلوب?
من هو المسؤول عن ضلال ملايين من النفوس التي آمنت بأكذوبة? وما هو ذنب هؤلاء الذين آمنوا بنيّة صادقة بناء على تعاليم الإنجيل الذي بشر به الرسل?

إن إصبع الاتهام في هذه الحالة يتجه نحو الله عزّ وجلّ.

السيد المسيح شخصية معروفة. وقد قال للذين أتوا للقبض عليه "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى لتأخذونى. كل يوم كنت أجلس معكم فى الهيكل ولم تمسكونى"(مت26 :55) فالمسيح الذى صنع المعجزات وأطعم الآلاف الذين سمعوه فى وعظه والذى كان كثيراً فى الهيكل معلماً، لا يمكن أن يكن شخصية نكرة غير معروفة حتى يحدث الالتباس ويتم القبض على شبيه له .

أن يهوذا أيضاً شخصية معروفة، على الأقل للكهنة، وللجنود الذين قادهم للقبض على المسيح فحدوث الالتباس والخلط والخظأ أمر مستحيل .

هذه الليلة هى ليلة الفصح، ويحتفل بها فى منتصف شهر نيسان (شهر قمرى)، أى أن البدر فى كامل إضاءته. وإذا فرضنا أنهم قد جاءوا فى وقت متأخر فالكتاب يوضح أنهم "جاءوا إلى هناك بمشاعل ومصابيح"، أى أن دعوى القبض عليه فى ليلة مظلمة وأن هناك احتمال للقبض على آخر، ادعاء غير صحيح بالمرة، فإن أقوال وأعمال الشخص المقبوض عليه تؤكد أنه المسيح. هذا بالإضافة إلي شهود العيان.
__________________

صلب السيد المسيح ؟ فقد ورد في مرقس 15: 25 أنهم صلبوا المسيح في الساعة الثالثة، وورد في يوحنا 19: 14 أنه كان عند بيلاطس في الساعة السادسة, ويُفهم أيضاً من الأناجيل الثلاثة الأولى أن المسيح كان في الساعة السادسة على الصليب، ويُفهم من إنجيل يوحنا أنه كان في هذا الوقت في حضور بيلاطس البنطي ,

وللرد نقول بنعمة الله :

(1) لم تقل الأناجيل الثلاثة الأولى ذلك، لكن جميعهم أجمعوا على أن الأرض أظلمت في الساعة السادسة,

(2) ورد في مرقس 15: 25 أنه صُلب نحو الساعة الثالثة، وفي يوحنا 19: 14 أنه كان في الساعة السادسة, وقال بعض المفسّرين إن مرقس يقصد أن الحكم بالصلب صدر في الساعة الثالثة، وتمَّ في الجلجثة، وهي خارج أورشليم, وبين المكان الذي حُوكم فيه المسيح والمكان الذي صُلب فيه مسافة طويلة يحتاج قطعها إلى ثلاث ساعات , ومما يدل على ذلك قوله إنه في الساعة السادسة أظلمت الدنيا , وهو يدل على أن الصلب تم فعلاً في الساعة السادسة, وإذ تقرر ذلك فلا منافاة بين قولي البشيرين,

0 التعليقات:

إرسال تعليق