الأحد الثالث من شهر توت : أعظم لقاء في لقاء الله بالخطاة. مدخل ميلادنا الجديد في التوبة
تحت شجرة المعصية وقف آدم ينتظر الخلاص، وبعد آلاف السنين وقف ابنه زكا في نفس موقع المعصية تحت الشجرة، وإذ أرهقته السنون بالشر،قصرت قامته روحيا وجسديا فـ "طلب أن يرى يسوع من هو؟" (لو 3:19). لذلك أتى ابن الله يسوع، ليلتقي فيه الآب بابن آدم في شخص زكا. وتم اللقاء بكل الخطاة علي مستوي الصليب فوق الشجرة.
عشية: "أعترف لك يا رب من كل قلبي، وأحدث بجميع عجائبك" (مز 1:9). الاعتراف للرب بعجائب الخلاص، ويشمل الاعتراف بضعف الخطايا.
معجزات الشفاء بأناجيل عشية وباكر خلال شهر توت تشير لنصرة المسيح على الخطية لحساب الإنسان التي هي علة كل مرض، "فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة وأخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه" (مر34:1). "فقال له يسوع أنا آتي وأشفيه" (باكر مت 8:7). وفي مزمور باكر، "ويتكل عليك الذين يعرفون اسمك، فلا تترك طالبيك يا رب" (مز 10:9).
وفي البولس نرى هذه النصرة ليست بكلام مقنع لكنها ببرهان الروح والقوة، "لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله". (1كو 2: 4، 5)
أما الكاثوليكون الذي يحمل التطبيق العملي للقراءات يدعو، "فالقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح.." فالنعمة التي تقدَّم لنا هي قوة الله للخلاص وهي دعوة للقداسة، "بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضا قديسين في كل سيرة ... وإن كنتم تدعون أبا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد فسيِّروا زمان غربتكم بخوف." (1بط 1: 13-21) إن مصدر القداسة هي أبوة الله.
الإبركسيس يشرح عمل النعمة التي تغير الإنسان في شخص شاول، فتغير لبولس بنعمة استعلان المسيح، "ولما جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ. فأخذه برنابا وأحضره إلى الرسل وحدثهم كيف أبصر الرب في الطريق وأنه كلمه وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع" (أع 9: 22-31).
المزمور، "ويتعالى إله خلاصي، من أجل هذا أعترف لك يا رب في الأمم." (مز 18: 46، 49) يتعالى الله باستعلان خلاصه، وبهذا تكون الشهادة لله بين الأمم.
يجمع الإنجيل كل هذه القراءات معا، ففي اللقاء مع زكا صورة لاستعلان المسيح للبشرية المنتظرة تحت شجرة الخطية، فيتلقى بالنعمة القوة اللازمة للنصرة على الخطية، كما يتلقى الدعوة لحياة القداسة. وتم اللقاء بالخطاة في شخص زكا علي مستوي الصليب فوق شجرة التعدي والمخالفة، إذ حول العقوبة خلاصاً بالصليب. الله يمنحنا المغفرة مجانا لميلاد جديد. قبولنا لعطية النعمة المجانية يتحقق بالتوبة والاعتراف للرب بخطايانا وبعجائب الخلاص.
"فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن إبراهيم. لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو 10:19).
0 التعليقات:
إرسال تعليق