يوم الإثنين من الأسبوع الرابع من شهر توت (مر 3 : 28 – 35)
28- الحق اقول لكم ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر و التجاديف التي يجدفونها. 29- و لكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية. 30- لانهم قالوا ان معه روحا نجسا. 31- فجاءت حينئذ اخوته و امه و وقفوا خارجا و ارسلوا اليه يدعونه. 32- و كان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك و اخوتك خارجا يطلبونك. 33- فاجابهم قائلا من امي و اخوتي. 34- ثم نظر حوله الى الجالسين و قال ها امي و اخوتي. 35- لان من يصنع مشيئة الله هو اخي و اختي و امي
ع28-29: ينتقل هنا السيد الرب فى رده على الكتبة إلى توضيح مدى الشر الذى وصلوا إليه، وعقوبة هذا الشر (راجع شرح مت 12: 31-32)، فقال لهم إن أية خطية أو إساءة يغفرها الله للإنسان بالتوبة، أما تجديفهم على الروح القدس الذى يدفع الإنسان للتوبة، فليس له مغفرة إلى الأبد، لأنهم رفضوا روح الله نفسه وامتنعوا عن التوبة، وهكذا يكون مصيرهم الهلاك.
ع30: بالطبع، الروح المساند للمسيح هو الروح القدس، كما هو مكتوب: "أخرجه الروح إلى البرية" (ص1: 12)، راجع أيضا (مت4: 1؛ لو4: 1). ولذلك، عندما ادعى الكتبة إن معه روحا نجسا، فقد رفضوا الله وفعل التوبة، وجدفوا على الروح القدس، وهذا هو علة هلاكهم (ع29).
ع31-32: جاءت القديسة العذراء مريم من الجليل ومعها أبناء خالة السيد المسيح بالجسد، وكما هو متعارف عليه فى منطقة الشام، فإن أبناء الخالة يُدْعَوْنَ إخوة (كما فى صعيد مصر، أولاد العم يُدْعَوْنَ إخوة)، ولازدحام البيت بالناس لم يستطيعوا الدخول، فأرسلوا شفاهية، من خلال الجمع المحيطين بالمسيح، طالبين رؤيته.
ع33-35: ينقلنا المسيح هنا من مفهوم القرابة الجسدية المحدودة إلى القرابة الروحية الغير محدودة، فهو لم يقصد بالطبع إهمال أقاربه الجسديين، وهو واضع الوصايا، ومنها الوصيتين اللتين تكررتا كثيرا فى عهدى الكتاب المقدس: "أكرم أباك وأمك" (من خر 20: 12 إلى أف 6: 2)، و"تحب قريبك كنفسك" (من لا 19: 18 إلى يع 2: 8)، وهو أيضا من أوصى يوحنا الحبيب برعاية أمه العذراء وقت صلبه. ولكن المعنى المراد، هو أن الطاعة لله ووصاياه تصنع قرابة روحية تفوق قرابة الجسد بين أعضاء الكنيسة الواحدة، وتجعل منا أقارب الله الحقيقيين... ويضيف يوحنا ذهبى الفم إلى ذلك قائلا: "يصير الإنسان أمًّا ليسوع بالكرازة له، إذ يكون كمن يلد الرب فى قلوب سامعيه."
أية نعمة أعطيتنى يا إلهى حتى تشير بيدك وتقول عنى "ها إخوتى"... فأعطنى دائما أن أجلس تحت قدميك كمن جلسوا فى ذلك اليوم، لأتعلم وأنمو فى معرفتك، وأجاهد بكل قوتى لأتمم مشيئتك، وأحيا بوصيتك، لأصير أهلا لما وصفتنى به.
0 التعليقات:
إرسال تعليق