ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

السبت، 18 أغسطس 2012

عيد التجلى


عيد التجلى





( وبعد ستة أيام أخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم
 وتغيرت هيئته قدامهم وصارت ثيابه تلمع بيضاء جداً كالثلج لا يقدر قصارعلى الأرض أن يبيض مثل ذلك. وظهر لهم إيليا مع موسى و كان يتكلمان مع يسوع ) (مر2:9 – 4 )

تعيد الكنيسة بعيد التجلي المجيد وهو أحد أعيادها السيدية لأن فيه أظهر رب المجد يسوع المسيح مجد لاهوته
 و أزاح الستار عن حقيقة لاهوته0و أبان من هو وان كان محتجباً فى إنسانيته مستتراً فى الجسد إنما من هو فى حقيقته ؟
هو الكلمة مقيم السماء الذي نزل من السماء ( يو 6 : 51 )
إنه كثيراً ما يصف نفسه بأنه أبن الإنسان ذلك لأنه من حيث الجسد هو ابن مريم ولأنه أخذ طبيعة الإنسا [ الكلمة اتخذ جسداً وحل بيننا ( يو 1 : 14)
كما يقول النص القبطي حل فينا لأنه حل في طبيعتنا وأخذ الجسد المطابع لجسدنا من طبيعة جسدنا أخذه من مريم العذراء وأتحد به في أقنوم واحد في طبيعة واحدة اتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير 
المسيح إذاً وإن كان قد ظهر إنساناً وقد لبس صورة البشر وأخلى نفسه من صورة المجد ولبس صورة العبد
 ظهر فى الهيئة كإنسان لكنه في حقيقتة ليس مجرد إنسان
 هو الله وقد ظهر فى الجسد
بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد (1تي 3 : 16)
الله لم يراه أحد قط ولن يقدر آن يراه ( الأبن الوحيد الذي هو في حضن الأب هو خبر) ( يو 18:1 )
ولكنه لكي يجعل نفسه مرئياً من الناس اتخذ جسداً أستتر فيه أحتجب فى هذا الجسد وهو الذي أروع وأبرع جمالاً من بنى البشر وأخفى لاهوته عن الناس وعن الشيطان حتى يتمم عمل الفداء لانهم لو عرفوا المسيح على حقيقته لما صلبوه (1كو 2 : 8) ويتعطل خلاص الإنسان من أجل هذا استتر واحتجب في إنسانية كاملة حتى يجعل نفسه مرئياً من البشر
اذاً من هو المسيح على حقيقته ؟
 هل هو ابن الإنسان ؟ ابن مريم ؟
نعم هو ابن مريم بحسب الجسد ولكنه قبل آن يولد من مريم هو اله وخالق القديسة مريم ( أنا هو الكائن الذي كان الدائم إلى الأبد الألف والياء  البداية والنهاية  الأول والأخر و الحي و كنت ميتاً و ها أنا حي إلى أبد الآبدين ) ( رؤ 1 : 8 ، 11 ، 18 )
وقبل مغادرته هذا العالم0 وقبل أن يدخل الى مجده بالصعود المجيد بعد صلبه وقيامته أراد
آن يكشف حقيقة لاهوته صعد إلى جبل طابور وأخذ من تلاميذة ثلاثة وهم بطرس ويعقوب
ويوحنا كنواب عن التلاميذ ولم يأخذ التلاميذ كلهم حفاظاً على كتمان هذا السر العظيم حتى يقوم من بين الأمواتو الذي سوف يعلن عنه هؤلاء الثلاثة بعد القيامة 

+ و لما صعد الى جبل عال وهو جبل طابور (تغيرت هيئته قدامهم ) (مر 9 : 2)

ماذا يعنى هذا التغير فى الهيئة ؟
 إن المجد الذي أعلن بتجليه ليس بالأمر الجديد عليه ولا بهبة خارجية قدمت له، انما هو مجرد إعلان لمجد خفي فيه ظهر فى هذه اللحظات قدامهم
 وأن هذا التغيير امر لا يخص طبيعة السيد المسيح وإنما يخص أعين التلاميذ التى انفتحت لتعاين ما تستطيع معاينته

+ وصارت ثيابه تلمع بيضاء جداً كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك (مر3:9)

ما هذه الثياب التي تلتصق بالسيد فتلمع ببهاء إلا كنيسته كما يقول القديس أغسطينوس هذه سمة المؤمنين الحقيقيين، البهاء الفائق، إذ يقول البابا غريغوريوس الكبير ( لان في علو بهاء السماوات العليا، الذين يضيئون بحياة البر ، يلتصقون به ، إذ قصد بثيابه الأبرار الذين يجعلهم ملاصقين لة.

+ ظهور موسى وايليا معه

كان ظهور موسى وايليا معه كان بهدف انه يظهر للناس انه في فرق بينه وبين موسى أو أحد من الأنبياء أراد أن يظهر موسى النبي وايليا معه أمام التلاميذ ليدركوا الفارق العظيم بينه وبين خدامه
 أيضا إذا أتهم ككاسر للناموس ومجدف ينتحل مجد الأب لذلك احضر أمامهم موسى مستلم الناموس وايليا الغيور على مجد الله ليعلن أفتراء المتهمين لة 
لعله أراد بظهورهما قبل الصلب أن يعلن لتلاميذه انه يجب الا يخافوا من الصليب فقد قبله بإرادته وإلا ما تمت أحداثه فإنه أعظم من موسى الذي أنقذ الشعب من يد فرعون ومن ايليا الذي أرسل ناراً من السماء أحرقت قائدي الخمسين و رجالهما

+ فجاء صوت من السحابة قائلاً:

( هذا هو أبني الحبيب له اسمعوا فنظروا حولهم بغتة لم يروا أحداً غير يسوع وحده معهم) (مر7:9،8)
هذا الصوت ليس جديداً بل تأكيداً لما حدث فى نهر الأردن يوم عماد السيد المسيح إذ نداه الأب من السماء هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت( مت 3 : 17 ) ، ( لو 3 : 22 )
تأكيد أن الذي أمامهم ليس هو إنسان فحسب بل هو الله وقد ظهر في الجسد0 ففي قيصريت فيلبس أكد المعنى رب المجد يسوع عندما سال تلاميذه من يقول الناس عنى أنا ابن الإنسان قالوا له بعض الناس يقولون انك ارميا والبعض واحد من الأنبياء فقال لهم وانتم ماذا تقولون عنى فقال له سمعان بطرس أنت المسيح ابن الله الحى ( مت 16 : 16 )
الله لم يلد كما يلد الإنسان والحيوان . أن كلمة ابن الله من جهتين على الأقل اى إنسان له أب يولد من أب ويولد من زرع رجل .
يسوع المسيح من أبوه ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ من هو أبوه؟‍‍
 العذراء مريم بتول وحينما ولدته كانت بكراً فمن هو أبوه ؟ إذا ابن الله بهذا المعنى لأنه ليس له أب من بشر ولم يولد من زرع رجل . ثم انه ابن الله لأنه صوره الله ولان من رأة فقد رأى الله
إذا هو ابن الله لا بالمعنى الذى يتصوره بعض الناس . إنما هو صورة الله غير المنظور. ولأننا فية رأينا الله لأنه من طبع الأب ومن جوهره. من رأنى فقد رأى الأب ( يو 14 : 9 )
الله وهو غير المنظور فى طبيعته صار منظورا فهذا المنظور هو المسيح من هنا من رأة فقد رأى الأب الذى لا يرى.
وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم أن لا يحدثوا أحد بما ابصروا ألا متى قام ابن الإنسان من الأموات إن التلاميذ بعدما رجعوا التزموا بوصة الرب ولم يكلموا أحد عن ما رأة .وشبعت نفوسهم منه ولكن بعد قيامة الرب من الأموات.
اخبروا العلم اجمع بتجلى الرب عند جبل طابور فنجد القديس بطرس الرسول يقول فى رسالته عن تجلى الرب يسوع واظهارة ومضة من مجد لاهوته إذ قال ( لأننا لم نتبع خرافات مصنعه إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معانين عظمته. لأنة اخذ من الله الأب كرامة ومجد إذ أقبل علية صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابنى الحبيب الذى أنا سررت به ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء إذ كنا معه فى الجيل المقدس ( 2 بط 1 : 16 ،17 ).

والقديس يوحنا الرسول يقول:-

( الذى كان من البدء الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسنا أيدينا من جهة كلمة الحياة فأن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحيوة الأبدية التى كانت عند الأب وأظهرت لنا. الذى رأيناه وسمعناه نخبركم به لكى يكون لكم أيضا شركة معنا ) ( 1 يو 1 : 1 - 4 )
إن التلاميذ بعد حادثة التجلى رجعوا بقوة واصقين من هو المسيح الذى أضاء وجهه أمامهم كالشمس بل اشد لمعانا من الشمس التى تبعد عن الأرض بـ 93 مليون ميل. يعلن لهم عن ومضة من مجد لاهوته.
خرجوا التلاميذ بقوة يخبروا ويبشروا بعد قيامة الرب بتجلي لهم على جبل طابور

0 التعليقات:

إرسال تعليق