ارجوكم لا تعيدونى للحياة / قصة لحظات صعود الروح من الجسد الزائل

                                 ارجوكم لا تعيدونى للحياة

               

بينما نحن نكافح كى نستمر على قيد الحياة

هناك من كانت تتوسل الا تعود للحياة مرة اخرى

ساعة كاملة تطلب بل وتتوسل الا تعود

قصتى معاكم النهاردة

قصة لحظات صعود الروح من الجسد الزائل

لحظات ضئيلة ولكنها اساس لحياة اخرى قادمة

حدثت تلك القصة

منذ حوالى سبع سنوات

عندما وقف الاطباء عاجزون

امام لحظات توقف قلبها الكبير

وبينما الجميع يمسكون بالقلب الكبير

ويحاولون احياؤه .. بالصدمات الكهربائية تارة

وبالاجهزة تارة اخرى ...

ساعة كاملة الجميع يحاولون وهى ترفض

فجأة يسمعون صوتها

بعد ساعة كاملة تنطق :

المجد لله فى الاعالى

وعلى الارض السلام

وفى الناس المسرة

لك المجد والعظمة والقوة

وبينما الجميع مذهول من عودة القلب للحياة

يصدر صوتا اعلى منها : جبتونى تانى ليه ؟؟

جبتونى تانى ليه ؟؟؟؟؟؟؟

نعم اخواتى القلب متوقف ساعة كاملة

والراهبات تبكى خارجا لنياحة القديسة

والاجهزة توقفت تماما عن العمل

وفجأة يصدر صوت رقيق منها

يمجد الله وصوت اعلى يصرخ

متوسلا بعدم رجوعها للحياة ..

نعم هى ترفض العودة وتتوسل الا يعيدوها

هلموا اخوتى نستمع الى كلمات النعمة الخارجة

من فم المباركة بعد زيارتها للسماء

مكان يتدفق منه الفرح .....

نوره ابيض جميل .....

به خضرة وازهار وورود .....

انهاره مثل البلور .....

وتقص لنا امنا الحبيبة كيف اخذها شفيعها

كى تسجد امام العزة الالهية

وهناك نظرت الشاروبيم والساروفيم

حاملين العرش صارخين

المجد لله فى الاعالى

وعلى الارض السلام

وفى الناس المسرة

وأخذت امنا تسرد لنا كيف أخذت

تتوسل لملك الملوك حتى لا تعود

ولكنه ابتسم هادئا وقال : حبيبى فلوباتير

طلب منى دا وانا مقدرش ارده

وبينما هو يتحدث

والدته تنطق بعد كل جملة :

امين .. امين .. امين

والشهيد ابى سيفين يسجد :

اشكرك .. اسبحك .. اباركك

اعظمك حبيبى وربى يسوع المسيح

وتكمل امنا حديثها وتقص

كيف كانت تبكى حتى لا يخرجوها ثانية

ولكن رب المجد كان يحادثها بهدوء :

الراهبات فى الكنيسة يبكون من اجلك ..

والراهبات الصغيرات يحتاجن اليكى ..

وانا لا استطيع ان اتحمل صوت بكائهم ..

لا استطيع تحمل دموعهم ..

واذ بأمنا تنطق اخيرا :

لتكن ارادتك يارب

لتكن مشيئتك

اخواتى تلك لحظات ضئيلة قضيناها معا

مع تماف ايرينى فى زيارة سريعة للفردوس

اخواتى بالامس كانت الذكرى السنوية

لتماف الحبيبة

كل عام وانتم بخير

ودائما فى قلوبنا نورك يا تماف