ظهور العذراء مريم بكنيستها فى
الزيتون
فى 24 برمهات 1684 ش الموافق 2 ابريل
1968 م
فى شهر أبريل1986 م كان حسن عواد
وعبد العزيز على (خفراء) ومأمون عفيفى (مدرب للسائقين) وياقوت على .. وهم من
العاملين الساهرين الذين يعملون فى تصليح أتوبيسات فى جراج عام
للحكومة التابع
لهيئة النقل العام الذى يقع فى شارع طوممباى أمام كنيسة العذراء بالزيتون وقد لفت
نظرهم وجود أشعة نورانية باهرة تخرج من القبة الرئيسية للكنيسة .. وإذا بهم يرون
فتاة متسربلة بثياب بيضاء وساجدة بجوار الصليب الذى يعلو القبة فتسمرت أقدامهم
وفتحوا أفواههم وأصيبوا بالدهشة من هول المنظر, وإذا بالفتاة التى رآوها تسير على
سطح الكنيسة بالقرب من حافتها فتصور فاروق محمد عطوة من وضوح التجلى أنها فتاه
تريد الإنتحار بإلقاء نفسها من فوق سطح الكنيسة وكانت تقف فى بعض الأحيان على
القبة الشديدة الإنحدار فاشار إليها بأصبعة المربوط وصاح بأعلى صوته: "حاسبى
يا ست . . حاسبى ياست .. حاسبى لحسن تقعى"
وتجمع المارة فى الشارع وبدأت الفتاة
تظهر بوضوح واقفة وهى فى غلاله من النور الأبيض البهى , وكانت تمسك فى يدها غصن
زيتون , ثم ظهر سرب من الحمام الأبيض فصرخ الكل : "دى العدرا مريم"
وحاول العاملين المسلمين فى الجراش
أن يتأكدوا مما يرون فسلطوا أضواء كاشفة يستعملونها فى تصليح عربات النقل العامه
ليلاً على الفتاة التى تجوب سيراً على سطح الكنيسة فكان جسمها النورانى يزداد
نوراً وتألقاً .. ولما شاع الخبر أطفأت إدارة الكهرباء سريان الكهرباء إلى المنطقة
فبدت العذراء أكثر نوراً وأشد ضياءاً
و ذهب خفير (حارس) الكنيسة إبراهيم
يوسف عندما عرف بما يجرى مسرعاً إلى الأب القمص قسطنطين موسى كاهن الكنيسة والذى
يسكن على بعد خطوات من الكنيسة وقال له: "إلحق يابونا العذراء ظهرت فوق القبة
الشرقية" فأرسل أبونا ابنه معه أولاً ثم ذهب بنفسه وشاهد صورة نورانية للسيدة
العذراء وهى خارجة من القبة
وعندما تكرر المنظر أبلغ البعض
الشرطة (بوليس النجدة) فوصل رجالها على الفور ولم يدرون ماذا يفعلون؟ وعلى الفور
ذاع نبأ هذه الفتاة فعرف المسيحيين أنها ظهور للعذراء مريم فتجمع العشرات فالمئات
فى غضون دقائق معدودة وكانت مريم العذراء واقفه وليست مواجهه للناس فإستدارت فى
وقفتها وبدأت ملامحها تزداد وضوحاً ورأى الناس غصن من الزيتون تمسكه فى يدها ثم
ظهر سرب حمام فوق رأسها, وأدرك الكل أن هذا ظهوراً للسيدة العذراء مريم, فصاحوا
وهللوا ورنم المسيحيين: العدرا مريم .. العدرا مريم .. شوفوا الست العدرا أم النور..
وأنقلب المكان إلى مجموعات تصلى وأخرى ترنم.
وفى الصورة التالية ترى أسراب الحمام النورانى
الغريبة تطير فى السماء أعلى الكنيسة
وكررت الحكومة ما فعله عمال الجراش لأن الحكومة
خشت أن يكون فى الأمر خدعة فسلطوا أضواء كاشفة على الكنيسة فإزدادت هيئة العذراء
نورانبة , وقامت الهيئة العامة للكهرباء بقطع الكهرباء عن منطقة الزيتون التى بها
الكنيسة وما حولها وقامت الشرطة بفحص المنطقة المحيطة فحصاً دقيقاً فى دائرة قطرها
24 كيلومترا وهدفهم الكسف عن أى نوع من أنواع الحيل الخداعية التى ربما تكون مصدر
هذه الأضواء الغريبة والإشعاعات, وكانت النتيجة أن السلطات عجزت عن تفسير هذه
الظاهرة الغريبة بالنسبة إلى المسلمين وظلت العذراء تظهر ببهاء عجيب ظهورات متكررة
تصل إلى عدة ساعات فى الليلة الواحدة .
الرئيس جمال عبد الناصر رئيس
الجمهورية يشاهد ظهور السيدة العذراء مريم
وقرر الرئيس جمال عبد الناصر الحضور
شخصياً لمشاهدة هذا الظهور الغريب وكان يصحبه حسين الشافعى سكرتير المجلس الإسلامى
الأعلى .. وجلسوا فى شرفة منزل أحمد زيدان كبير تجار الفاكهة والذى كان منزله مواجه
لكنيسة السيدة العذراء بالزيتون , وليلتها ظهرت السيدة العذراء أم النور ظهوراً
فريداً فى الخامسة صباحاً راجع كتاب محمود فوزى البابا كيرلس السادس وعبد الناصر
ورآها كل الحضور وتولت الحكومة تنظيم الحضور حول الكنيسة وجمع مبالغ نقدية وأعطت
الحكومة الجراش المقابل إلى الكنيسة وبنيت فيه كاتدرائية كبيرة بأسم القديسة
العذراء مريم .
وفى حديث لقداسة البابا شنودة الثالث
للأستاذ محمود فوزى قال عن ظهور العذراء: "فى سبب هذه الظهورات وسبب مجيئها
فى ذلك العصر نحن لا نتحدث فى الظهورات نفسها ولكن فى سببهم أو سبب مجيئها, وإذا كان
الرئيس جمال عبد الناصر قد شاهد بنفسه ظهور السيدة العذراء فهذا يؤيد الفكر الذى
اقوله بأن مصر كانت تحتاج إلى تعزية خاصة من الناحية السياسية بعد نكسة 1967م, وإشعار
مصر أن هناك مساعدة من الأرواح المقدسة التى صعدت إلى الرب وخصوصاً من العذراء
التى بعتقد فيها المسلمون قبل أن يعتقد فيها المسيحيون .. يعنى فى الإسلام يعتبر
الله يفضلها على نساء العالمين , فهى من الناحية السياسية تعزية لمصر بعد النكسة ..
أما من الناحية الروحية فظهور روح
مقدسة إنتقلت من عالمنا منذ أكثر من 1900 سنة إشعار لنا بخلود النفس ويرقى هذه
النفس التى تظهر فى هيئة نور ساطع, وكون انها ترتبط ببعض المعجزات إشعار بقوة
الروحانية كلها ورفع للمجتمع من النظرة المادية إلى النظرة الروحية ومن الناحية
السياسية تعزية لمصر فى وقت قد تعبت فيه فعلاً
وبالفعل بعد ذلك وجدنا مصر قد بدأت
تسعيد قوتها والجيش بدأ من مرحلة الردع إلى مرحلة القدرة على الهجوم إلى ان اصبح
من اقوى القوى العسكرية فى الشرق الأوسط _ ثم لماذا عام 1968م بالذات إذا لم يكن
تعزية حقيقية لمصر
راجع كتاب البابا شنودة الثالث
وتاريخ الكنيسة القبطية - محمود فوزى
الكنيسة القبطية وظهور السيدة
العذراء مريم
وهكذا سجل التاريخ مساء يوم 2 أبريل 1968م
تاريخا واضحا جلياً فى تاريخ المسيحية فى مصر لأنه له معنى بسيطاً ومعروفاً هو أن
هناك دعم سمائى للمسيحيين فى مصر ففى عهد قداسة البابا كيرلس السادس بدأت العذراء
مريم فى التجلى فى مناظر مختلفة ومنها ظهرت أم النور بين القبة الغربية والقبة
الوسطى فى جسم نورانى كامل الحجم وظهرت فى شكل فتاة شابة رأسها فى السماء وقدماها
فى الفضاء يحيط براسها وجسمها نوراً مضئ وعلى رأسها طرحة فضية وأحياناً زرقاء
سماوية , والجسم يبدو كأه فسفورياً يميل إلى الزرقة الفاتحة وتلبس رداء أبيض ناصع ,
والراس منحنية إلى أسفل فى شكل صورة العذراء الحزينة , وكانت تنظر إلى الصليب
وأحيانا كانت تتحرك فى بطئ وفى هدوء وتنحنى أمام الصليب الموضوع فوق الكنيسة الذى
كان يشع نوراً ايضاً برغم من أنه من الأسمنت المسلح المصمت وكانت ترفع يدها ثم
تخفضهما وكانت فى بعض الحيان تضع يدها على صدرها كمن تصلى , وكان فى بعض الحيان
يظهر خلفها ملاك وقد يطول ظهورها عدة ساعات والألاف من الناس تشاهدها وأستمر ظهور
العذراء عدة شهور كل يوم.
وبعد ان تكرر الظهور لعدة ليالى
تصاحبه عدة ظواهر عجيبة شكل قداسة البابا كيرلس السادس لجنة من ألاباء :-
القمص جرجس متى مدير الديوان
البطريركى
القمص يوحنا عبد المسيح سكرتير
اللجنة الباباوية لشئون الكنائس القمص بنيامين كامل سكرتير قداسة البابا
وذهبت اللجنة إلى كنيسة السيدة
العذراء بالزيتون لتقصى الحقائق حول ظهورها وتجليها.. وعاينت ظهور العذراء بأعينهم
ثم تقابلت مع عمال الجراش الحكومى المقابل للكنيسة الذين شاهدوها أولاً وكتبوا
تقريرهم بتاريخ 30 ابريل 1968م وسجلوا ما رأوه والتحقيقات التى اجروها
وقد شكل قداسة البابا المعظم الأنبا
كيرلس السادس لجنة من الأساقفة لتقصى وقائع الظهور والمعجزات التى صاحبتها لأعطائة
تقريراً عن هذا الحدث الفريد فى نوعه الذى شاهده الملايين من شعب مصر مسلمين
ومسيحيين
وأعلن النبأ على مصر كلها أن مصر
قديما أستقبلت العائلة المقدسة الهاربة من بطش هيرودس فظلت العذراء تبارك شعب مصر
فى يوم السبت الموافق 4 مايو 1968 م بعد الظهر من الساعة الواحدة أذيع التقرير
الرسمى للكنيسة القبطية فى المقر الباباوى بالبطريركية بكلوت بك حيث دعا إلى مؤتمر
صحفى وشهده 150 مندوباً عن الصحف العربية والمصرية وألجنبية ووكالات النباء
والإذاعة والتلفزيون ومندوب من وزارة السياحة وحضر كل من أصحاب النيافة:
نيافة الأنبا ابرآم اسقف الفيوم
نيافة الأنبا اثناسيوس أسقف بنى سويف
والبهنسا
نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات
نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث
العلمي
كما حضرة عدد من ألاباء الكهنة منهم:
القمص جرجس متى مدير الديوان
البطريركى
القمص مرقس غالى وكيل عام البطريركية
القمص بنيامين كامل سكرتير قداسة
البابا
وقام بقراءة البيان الصادر من المقر
الباباوى نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا، واعلن ظهور العذراء مريم
والدة الإله فى كنيستها بالزيتون .
وقد أجاب العلامة الأنبا غريغوريوس
أسقف الدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمى رئيس اللجنة على أسئلة الصحفيين
ومن أقواله :
"لعل هذا الظهور بشير خير
وعلامة من السماء على أن الرب معنا, وأنه سيكون فى نصرتنا, ولن يتركنا, فنحن نسمع
منذ يونيه الماضى أن الله تخلى عنا (يقصد نيافته الحديث عن نكسة 1967م وكانت هناك
ظروف عصبية تعيشها مصر كله خاصة المسيحيين فقد كان المسلمون يقولون أننا سنبيد
اليهود فى حرب 1967 م ثم نبيد نصارى مصر) ولكن هذا الظهور الذى يصل إلى حد التجلى
الذى تم ولا زال يجرى علناً أمام الألوف من الناس يرفع روحنا المعنوية ويبشرنا بأن
الرب نصير لنا وأنه لن يهملنا.
إن بلادنا التى تباركت منذ نحو ألفى
عام بدخول المسيح له المجد وزيارة العذراء أم النور تتبارك أيضاً من جديد بهذا
التجلى الذى لم يحدث له نظير من قبل فى الشرق أو فى الغرب.
وسأل أحد الصحفيين الأنبا أغريغوريوس
رئيس لجنة الكنيسة القبطية: هل هذه الظاهرة مقبولة دينياً وعلمياً؟
فأجاب سيادته: نعم .. فظهور العذراء
وتجليها ليس بالحدث الجديد, فقد ظهرت لأفراد كثيرين بطول التاريخ لتطمينهم أو
تبليغهم رسالة خير أو شفاء, كما ظهرت سابقاً للبابا أبرآم البطريرك السكندرى الـ 62
لتبشرة بأن صلواته قد قبلت وأنه سيتمكن من نقل جبل المقطم كطلب الخليفة المعز لدين
الله الفاطمى, إتماماً لقول الإنجيل: "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم
تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شئ غير ممكن لديكم"
(متى 17:20) كما ظهرت للخليفة المأمون العباسى عندما أصدر أمره بهدم كاتدرائية
العذراء بأتريب .
وليست ظهورات القديسين بغريبة أو
عجيبة, فنحن نتمتع بظهورات العذراء مريم فى مناسبات بعض الأعياد, وبظهورات القديس
العظيم مار جرجس والقديس الأنبا برسوم العريان وغيرهم من القديسين , ومن ناحية
قبول الظاهرة علمية فهى مقبولة خاصة وان من العلماء من يبحث فى ظهور الأرواح
وأستجسادها فى جسد فى جسد أثيرى , وأمكنهم أن يصوروا هذا الجسد فى الشعة فوق
البنفسجية وتحت الحمراء.
على أن تجليات العذراء فى الزيتون هى
فى الواقع حدث جديد, فالمعروف علمياً حتى الآن أن الأرواح لا تظهر لجميع الناس بل
لبعض الأشخاص فى ظروف خاصة ممن لهم مواهب وساطية, أما العذراء فى الزيتون فتظهر
جسماً نورانياً كاملاً لعشرات أللوف من كل الناس دون تفريق بين الواحد والآخر سواء
من له موهبة الجلاء البصرى أو من ليست له هذه القدرة.
أما لماذا ظهرت السيدة العذراء فى
مصر بالذات , فهذا فضلمن الرب وبركة لأرضنا الطاهرة, وشرف لبلادنا المقدسة, ويوم
أن هربت العائلة المقدسة من وجه هيرودس, ولم تشأ أن تهرب إلى بلد آخر غير مصر, وقد
كان ذلك ولا زال بركة من الرب لنا.
وقد قال الوحى الإلهى عن مصر: مبارك
شعبى مصر .. وبعد نحو ألفى عام, وبعد أن استولى على الأماكن المقدسة بالقدس, وبعد
أن ضعفت روح التقوى فى كثير من بلاد العالم , شرفت بلادنا مصر أن تكون من جديد
المكان الذى تهرب إليه الروحانية ممثلة فى تجليات العذراء مريم أم النور , ولعلنا
بذلك تدخل مرحلة حاسمة من مراحل اليام ألأخيرة.
ولماذا ظهرت فى هذا الوقت بالذات؟ وهل هناك إحدى
المتاسبات الدينية المتعلقة بها, فالحق أن مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل وهو اليوم
الأول الذى ظهرت فيه لا يمثل مناسبة دينية هامة, مما لها علاقة مباشرة بالسيدة
العذراء, ولا بد أن يكون السبب الحقيقى والمناسبة الحقيقية فى علم الرب تعالى وعند
السيدة العذراء, ولكن ألسنا فى حاجة ماسة إلى هذا الظهور لتثبيت الإيمان فى زمن
الظعف فيه الإستمساك بعرى التقوى !!
لقد أستولى اليهود على الأراضى
المقدسة بالقوة, وكان توقيت الظهور يوافق أسبوع الألام والأحتفالات بصليب المسيح
وقيامته قد قاربت, وكان الحجاج إلى الأماكن المقدسة يتأهبون فى مثل هذا الوقت من
كل عام لرحلتهم المباركة التى حرموا منها بإحتلال إسرائيل لها, فكأن العذراء تهرب
إلى مصر كما هربت إليها فى ظروف مماثلة من قبل تعبيراً عن حزنها وألمها وتعويضاً
لنا عما فقدناه بإحتلال اليهود (ليس هذا سبب ظهور السيدة العذراء مريم وإنما ما
قيل فى هذه المناسبة كان لسبب سياسى) وهى لفتة روحانية من السماء لها دلالتها فى
رفع روحانية المعنوية, وتوكيداً لرحمة الرب بنا ورعايتة لنا. إنتهى
الصورة التالية تعتبر الصورة
الحقيقية الوحيدة لطيف السيدة العذراء مريم والتى اختبرتها جريدة الأهرام بأجهزتها
وثبت صدقها
أما البيان الباباوى الذى اذاعه
نيافة الأنبا اثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا بالمقر الباباوى بالأزبكية فى يوم 4
من مايو 1968 م :
" منذ مساء يوم الثلاثاء الثانى
من أبريل 1968 م الموافق 24 برمهات 1684 ش توالى ظهور السيدة العذراء أم النور فى
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى بأسمها بشارع طومانباى بحى الزيتون بالقاهرة ..
وكان هذا الظهور فى ليال مختلفة
كثيرة لم تنته بعد , باشكال مختلفة بالجسم الكامل وأحياناً بنصفه العلوى يحيط بها
هالة من النور المتلألئ ، وذلك تارة من فتحات القباب, وكانت تتحرك وتمشى فوقها
وتنحنى أمام الصليب العلوى فيضئ بنور باهر, وتواجه المشاهدين وتباركهم بيدها
وإيماءات رأسها المقدسة, كما ظهرت أحياناً بشكل جسم كما من سحاب ناصع أو بشكل نور
يسبقة إنطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة, وكان الظهور يستمر لفترة زمنية
طويلة وصلت أحياناً إلى ساعتين وربع ساعة كما فى فجر الثلاثاء 30 ابريل 1968م
الموافق 22 برمودة 1684 ش حين استمر شكلها المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة
الخامسة والربعين إلى الساعة الخامسة صباحاً .
وشاهد هذا الظهور الآف عديدة من
المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب ومن الأجانب ومن طوائف رجال الدين والعلم
وسائر الفئات الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها , وكانت الأعداد الغفيرة من الناس
تتفق فى وصف المنظر الواحد بشكله وموقعة وزمانه بشهادات إجماعية تجعل ظهور السيدة
العذراء أم النور فى هذه المنطقة ظهوراً متميزاً فى طابعة , مرتقياً فى مستواه عن
الحاجة إلى بيان أو تأكيد .
وصحب هذا الظهور أمران هامان :
الأول إنتعاش روح الإيمان بالرب
والعالم الاخر والقديسين وإشراق نور المعرفة الرب على كثيرين كانوا بعيدين عنه , ومما
أدى إلى توبه العديدين وتغيير حياتهم .
الثانى : حدوث آيات باهرة من الشفاء
المعجزى لكثيرين ثبت علمياً ويالشهادات الجماعية .
وقد قام المقر الباباوى بجمع
المعلومات عن كل ما سبق بواسطة أفراد ولجان من رجال الكهنوت الذين تقصوا الحقائق
وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور واثبتوا ذلك فى تقاريرهم التى رفعوها إلى قداسة البابا
كيرلس السادس .
والمقر الباباوى إذ يصدر هذا البيان
يقرر بملئ الإيمان, وعظيم الفرح, وبالشكر الإنسحاقى أمام العزة الإلهية أن السيدة
العذراء أم النور قد والت ظهورها بأشكال واضحة ثابتة فى ليال كثيرة مختلفة لفترات
متفاوتة وصلت فى بعضها لأكثر من ساعتين دون أنقطاع , وذلك إبتداء من مساء الثلاثاء
2 أبريل 1968 م الموافق 24 برمهات 1684 ش حتى الآن بكنيسة السيدة العذراء القبطية
الرثوذكسية بشارع كومانباى بحى الزيتون فى طريق المطرية بالقاهرة وهو الطريق
الثابت تاريخياً أن العائلة المقدسة قد إجتازته فى تنقلاتها خلال إقامتها فى مصر .
جعل الرب هذه البركة رمز السلام
للعالم , ويمن لوطننا العزيز, وشعبنا المبارك الذى سبق الوحى الإلهى فنطق عنه
مبارك شعبى مصر .
حديث صحفى مع البابا كيرلس السادس
نشرت جريدة اخبار اليوم يوم 11/ 5/ 1968م
حواراً أجراه الأستاذ ميخائيل خليل مع قداسة البابا: وكشف البابا كيرلس السادس عن
علاقته الوثيقة بالعذراء مريم أم النور, وكيف أنه رآها فى بيت أسرته الذى نشأ فيه ,
وتكلم عن دور العذراء فى حياة المسيح ومعجزتها مع متياس الرسول وقصة الرجل اليهودى
الذى حاول فتح الصندوق الذى به جسد العذراء, وكيف يبست يداه ثم رجعتا ثانية
بشفاعتها , ثم اجاب على السئلة الخاصة بالبيان الباباوى والمؤتمر الصحفى الذى عقجد
بالبطريركية .
تقرير اللجنة التى شكلها قداسة
البابا كيرلس السادس لإثبات صحة ظهور السيدة العذراء فى كنيستها بالزيتون
حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا
المعظم الأنبا كيرلس السادس بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
يتشرف أبناؤكم القمص جرجس متى والقمص
يوحنا عبد المسيح والقمص بنيامين كامل برفع هذا التقرير حول ظهور السيدة العذراء
بكنيستها الكائنة بناحية الزيتون .
لقد أسعدنا الوقت الذى فيه أخترتنا
قداستكم لنذهب إلى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون , فقمنا بالذهاب يوم الثلاثاء
الموافق 23 أبريل 1968 م وعندما وصلنا أردنا أن نتقصى من أولئك الذين شاهدو ظهور
السيدة العذراء , فدخلنا الجراج المواجه للكنيسة , وكانت الساعة التاسة مساء , فبدأنا
بالإتصال بعمال هذا الجراج الذى لمؤسسة النقل العام, فأكدوا لنا انهم راوا العذراء
بأنفسهم وبأعينهم فى أول ليله شوهدت فيها من أربعة اسابيع مضت , فكان كل واحد منهم
يقول أنه ليس وحده هو الذى شاهدها, وإنما رآها فى الوقت ذاته زملاء آخرون من
العمال وعدد كبير من الناس الذين تصادف مرورهم حينذاك , وهذه خلاصة أقوال عمال
جراج مؤسسة النقل العام :-
1- قال السيد / مأمون عفيفى مدرب
سائقى النقل العام ويحمل بطاقة شخصية رقم 9937 قسم السيدة: "كنت ساهراً
بالجراج المواجه للكنيسة, وفى الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف ليلة الثلاثاء
الموافق 2 أبريل سنة 1968 م سمعت خفير الجراج الواقف على البابا يصيح بصوت عال "نور
فوق القبة" فخرجت بسرعة وشاهدت بعينى سيدة تتحرك فوق القبة ويشع منها نور غير
عادى فأضاء ظلمة المكان المحيط بالقبة, ودققت النظر إليها, وطل بصرى متعلقاً بها
فتبينت أنها العذراء, ورأيتها تمشى فوق القبة الملساء وجسمها شعلة من النور, وكانت
تسير فى هدوء فلم اتمالك من أن أهتف: "إن الله إصطفاك وطهرك وإصطفاك على نساء
العالمين"
2- أما الخفير ويدعى عبد العزيز
بجراج مؤسسة النقل العام أيضاً فقال إنه ما كاد يبصر العذراء جسماً نورانياً فوق
القبة حتى أخذت أصيح "نور فوق القبة" وناديت حسين عواد الذى أسرع ومعه
آخرون من العمال وشاهدوا العذراء وهى تتحرك فوق القبة, وقلت أن الناس حرموا هذه
السنة من زيارة العذراء فى القدس, فجاءت إليهم تزورهم بنفسها"
وتكلم حسين عواد وهو حداد بجراج
مؤسسة النقل العام بطاقة رقم 32289 قسم الجيزة فقال: "رأيت العذراء فوق قبة
الكنيسة جسماً من النور الوهاج يضئ المكان كالشمس, وكانت العذراء تمسك بيدها ما
يشبه غصن زيتون , وبدأت تتحرك, والنور يشع من جسمها إلى جميع الجوانب المحيطة بها,
وبدا النور بعد ذلك فى هيئة دائرة تتوسطها العذراء, وهذا المنظر لم اشهد مثله من
قبل"
3- أما ياقوت على العامل بجراج مؤسسة
النقل العام فهو يصف كيف كانت العذراء تسير فوق القبة فقال: "إنها كانت جسماً
نورانياً محلقاً فى الفضاء, وما كادت قدماها تلامسان سطح القبة حتى تتحركان فى
هدوء, ونحيط بها هالة من الوقار والقداسة, وكان الذين يشاهدونها يقفون فى خشوع وهم
مأخوذون من المنظر الباهر إلى أن غاب المنظر داخل القبة"القبة"
هذه يا سيدنا اقوال رجال مؤسسة هيئة
النقل العام المواجه لكنيسة العذراء مريم بالزيتون و وقد اردنا أن نتأكد بأنفسنا, فتوجهنا
مرات كثيرة, ففى ليلة شاهدنا السيدة العذراء تظهر أولاً بنور سماوى كروى وبداخله
العذراء, ثم تظهر بكامل جسمها وتتحرك فوق القبة وتسجد نحو الصليب وتبارك الجموع
الفرحة الصائحة إليها فى تضرعات , وفى ليلة أخرى رأينا حماماً بلونه الفضى اللامع
المنير وهو يطير من القبة إلى السماء مباشرة , فمجدنا الرب الذى سمح لنا نحن
الأرضيين أن نرى مجد السمائين , وهذا كله يرجع إلى صلواتكم الطاهرة وتضرعاتكم
المقتدرة كثيراً فى فعلها من اجل شعبكم يا قداسة البابا المعظم .
نسأل الرب أن يديم حياتكم ذخراً
وفخراً للكنيسة , وأن يوحد الأمانة الأرثوذكسية على أيديكم , وتفضلوا بقبول خضزعنا
لسدتكم الرسولية , أدام لنا ولشعب الكنيسة رئاسة كهنوتكم ودمتم .
30 ابريل سنة 1968 م - 23 برمودة سنة
1684 ش
توقيعات
القمص جرجس متى مدير الديوان
البطريركى
والقمص يوحنا عبد المسيح سكرتير
اللجنة الباباوية لشئون الكنائس
والقمص بنيامين كامل سكرتير قداسة
البابا
راجع لمزيد من التفاصيل كتاب العذراء
فى الزيتون نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى
السبت 4 مايو سنة 1968 م 26 برمودة
سنة1684 ش المقر البابوي
كانت الحكومة قد قفلت الشوارع
المحيطة بالكنيسة وحصلت رسوم لمن يريد مشاهدة الظهور الذى أستمر شهوراً ولقاء هذا
أعطت الدولة أرض الجراش للكنيسة وشيدت الكنيسة عليها كاتدرائية العذراء الحالية
وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى:
"وجدير بالذكر أن البطريركية أشترت أرض الجراج وبيت أحمد زيدان, فأقامت فوق
ألأرض كاتدرائية شامخة وشيدت مكان البيت مينى كبيراً يحتوى على مراكز للأنشطة
الكنسية المختلفة أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 53
وتقول المؤرخة ايريس: "وقد صدر
كتابان باللغة الإنجليزية أحدهما لراهب دومينيكانى اسمه جيروم بالمرJerome
Palmer من ولاية كاليفورنيا جاء ليرى بعينية ويسمع
باذنيه .. فسهر عدة ليالى عند الكنيسة وتحادث مع الكثيرين من المتجمهرين, وأخذ
يستقصى عمن جرت لهم الأعاجيب, وحالما عاد إلى وطنه أصدر كتاباً بعنوان "سيدتنا
تعود إلى مصر"
Our Lady Returns to Egypt
وكذلك جائت السيدة بيرل زكى Pearl
Zaki وهى أمريكية متزوجة من قبطى, وهى أيضاً سهرت
الليالى وسألت الكثيرين ممن قابلتهم عما رأوا أو عما حدث لهم من معجزات , وبدورها
وضعت كتاباً بعنوان "سيدتنا تزور مصر":
Our Lady Visit Egypt
ولا يفوتنا أن نذكر أن الأنبا
غريغوريوس قد كتب كتاباً عن هذا التجلى المذهل باللغة الإنجليزية ليكون شهادة "للذين
هم من خارج"
0 التعليقات:
إرسال تعليق