طرق التغلب علي الاهواء
والذلات والشهوات
كثيرا ما ينحدر الإنسان نحو أمور باطلة وأشياء رديئة ونجسة وتتشكل فى حياته عادات رديئة يصعب التغلب عليها فيما
بعد ، وميل الإنسان لهذه الأمور ليس فقط
خطية تحسب على الإنسان وتهدد ابديتة بل
أمرا خطيرا يهدد
سلامة وحياة الإنسان ومستقبلة وربما سلامة وحياة
المحيطين به أيضاً.
وضعف الإنسان أمام بعض الأمور
الباطلة والأشياء الرديئة ربما يكون حقا وفى الأصل مرجعه الأساسي الضعف البشرى فى
الإنسان ،ولكن لأجل دوام واستمرارية علاقة الإنسان بالله وجب الانتصار علي هذه
الأشياء الرديئة وتلك الأمور الباطلة فور اكتشافها ، إذ أن من شأن السكوت عليها هو
حتماً صيرورة هذه الميول عادات رديئة فى حياة الإنسان يصعب فيما بعد التغلب عليها
، لذا يكون من الأجدر للإنسان ومن الضرورة بمكان القضاء على كل ميل ردىء فى حياته
وعدم السكوت على وجوده ضماناً لمستقبل أفضل وحياة هادئة فى ظل رعاية المسيح وسلامه
.
وغنى عن التوضيح عدم قدرة أحد ما على
معرفة عدد أو قدر ما بداخلة من ميول باطلة ورديئة ، ولكن بمقدور كل أحد وبسهولة
معرفة ما بداخله من ميول باطلة ورديئة إذا ما ترك للروح القدس الذى بداخله تبكيته
عليها .
وغنى عن التوضيح أيضاً أن هذه الميول
باطلة ورديئة فى حد ذاتها ثعالب صغيرة مفسدة للكروم فلكى تنمو شجرة حياتك الروحية
وتنتفع وتنفع الأخرين بثمارها عليك بمقاومة كل ما يصيبها من آفات رديئة …
وأعلم تماما أيها الحبيب فى الرب :
1- أن كل ميل ردىء هو زنا روحى ، لأن
الزنا كما قالوا عنه ليس هو فقط الاتصال الجنسى غير الشرعى بل وأيضاً كل ذهاب وراء
جسد أخر غير الله وكل محبة أخرى بعيدة عن محبة المسيح .
2- أن كل ميل ردىء معناه الارتضاء
بالسلوك حسب الجسد والخضوع لناموس هذا الجسد وذلك على حساب ناموس المسيح والتمتع
بأمجاد الخليقة الجديدة وشركة ميراث القديسين .
3- ليس العيب أو الجرم فى أن ترد
علينا أفكار الميول الباطلة ولكن الكأبه والحزن والشقاوة لكل من راح يطيع هذه
الميول حتى صارت فى حياته عادات متأصلة وصخور قوية وعوائق منيعة فى طريق وصوله
لملكوت السموات.
4- ترك معترك الجهاد الروحى يأتى
نتيجة تنفيذ مشيئة الجسد ، وتنفيذ مشيئة الجسد يأتى نتيجة التغافل عن الجهاد
الروحى ، أو ترك معترك الجهاد الروحى إلى حين والسبب فى هذا وذاك هو ترك الوقوف
اللازم ضد كل ميل ردىء يخترق النفس .
5- الروح القدس يرغب تماماً فى أن
يقدس ميولك حتى تصير على مستوى مشيئة الله ، ولكن سيبدأ فى العمل على تقديسها
حينما تعبر له عن ذلك وتكون موافقاً على خطته لأجل صيرورة ميولك مباركة تستحق
بسبها البركة والنعمة ومسرة الله .
6-صلب الميول الرديئة وسيلة مباركة
لحياتك لأنه سيكون سبباً فى راحة بالك وسلامتك ونجاتك من كل خطر وقلق ، وربما
نجاتك أيضاً من كل مرض ومحنة وتجربة .
7-ليكن أمامك كل حين قول معلمنا بولس
الرسول " و نحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب " (2كو 5 : 6) فطالما
كانت النفس مأسورة بميول أرضية فهى ليست مقدسة فى الرب ولا فى طاعة الحق ، وحتماً
ستهلك بميولها الرديئة.
8-أبناء النور لا يختارون لأنفسهم
طريقاً يسلكون فيه بل أن ميولهم المقدسة جعلتهم يمتلئون بروح الله الذى يقود
الإنسان فى طريق لا يعثر فيه وأفاق مباركة لا يندم على السير فيها ، وشتان بين
فريق يسلك أصحابه ولا يندمون وأخر لا يعرف أصحابه كيف يسلكون ودائما متحرين .
9-" من يزرع لجسده فمن الجسد
يحصد فسادا و من يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية " هكذا علمتنا كلمة
الله وحكمته ، وبالتالى فمن يسلك حسب ميوله الرديئة حتماً سيحصد ندم وحزن وكآبة لا
تنتهى ، وربما خسارة لا توصف وعواقب لا تحتمل .
10-طوبى لعيون امتلأت بالدموع على
وجودها فى أرض السبى بالميول الباطلة و الرديئة لأنها حتماً سيتعزى أصحابها يوما
من الأيام برجوعهم إلى بلاد رحمة ومعرفة الله .
11- طوبى لقلوب مليئة بالصبر رفضت كل
ميولها الباطلة ولم تبرح يوماً من الأيام معترك الجهاد الروحى ، لأنه حتماً سيعاين
أصحابها مجداً من الله فى حياتهم .
12 - الحزن والكأبه والشقاوة
والغباوة لكل نفس ظنت أن الانعطاف الوقتى لأمر زمنى مبهج سيثمر لها متعة تدوم
وأفراح تبقى لها مدة أيامها على الأرض ، حقاً مثل هذه النفس مخدوعة من الشياطين و
لا تحمل بداخلها روح المكتوب " باطل الاباطيل الكل باطل " (جا 1 : 2).
13- اختبار القديسين الذين عاشوا فى
المتعة والسلوك حسب الجسد زمناً ثم تيقظوا وتابوا يؤكد لنا تماماً أن المتعة التى
تأتى نتيجة طاعة الميول والأهواء الرديئة لا تحمل فى داخلها شىء من الحق والبركة
والنفع ، وإلا كانوا قد أكملوا باقى أيامهم فى العيش تحت نير هذه المتع وما سمعنا
بالتالى عنهم ولا على انتصاراتهم ……..
14- الإنسان الذى امتلئ قلبه بمحبة
للمسيح لا يطيع إلا ناموس المسيح ، وما أسهل على هذا الإنسان أن يصلب أهوائه
وشهواته لأنه مكتوب أن "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء و الشهوات
(غل 5 : 24).
وقبل أن أختم مقالى أود أن أقول لك
أيها الحبيب فى الرب أن الله يرغب الآن فى تقديس ميولك حتى تصير أنساناً جديداً
مخلوق حسب الله فى البر وقداسة الحق وتكون له ابناً تأخذ منه ما تشاء وما تطلبه بل
وأكثر مما تطلب أو تفتكر ، حقاً فى اليوم الذى سيقدس فيه الله ميولك ورغباتك وأهوائك
فى هذا اليوم ستحلم بشىء واحد وهو أن ترى " سماوات جديدة و أرضا جديدة يسكن
فيها البر "؛
فهل تقبل عمله الآن ؟!
لك القرار والمصير. صلى لأجلى كثيرا .. الرب معك .
فهل تقبل عمله الآن ؟!
لك القرار والمصير. صلى لأجلى كثيرا .. الرب معك .
0 التعليقات:
إرسال تعليق