ad

مدونة ام النور ترحب بكم منتدي ابونا مكاري

3

الخميس، 30 أغسطس 2012

كلمة السر (( يوحنا 3 :16 ))



 
فى ليلة باردة مظلمة ، وبينما عاصفة ثلجية كانت تبدو فى الأفق . كان هناك غلاما صغيرا يبيع الجرايد عند الناصية ، وكان الناس يمشون هنا وهناك هربا من الثلج . بينما كان الغلام يعانى من البرد القارس حتى أنه لم يحاول بيع كثير من الجرايد .

مشى الغلام وذهب الى أحد رجال البوليس وقال " ياسيد ، الا تعلم مكانا يمكن لغلام فقير مثلى أن يجد فيه مأوى هذه الليلة ؟ انت ترى ، اننى انام فى صندوق هناك عند الركن هناك فى الزقاق ولكن الليلة شديدة البرودة . ومن المؤكد أنه سيكون شيئا جميلا أن تجد مكانا دافئا تبقى فيه هذه الليلة .

نظر رجل البوليس الى الغلام وقال ، " لتذهب الى منتصف الشارع الى البناية البيضاء الكبيرة ، ثم لتطرق الباب . وعندما يأتون لفتح الباب فقط قل لهم يوحنا 3 :16 ، وهم سيدعونك تدخل الى الداخل .

وهكذا فعل الغلام مشى حتى البناية ، وقرع الباب ، فردت عليه سيدة . فرفع عيناه اليها وقال " يوحنا 3 : 16 " . فقالت السيدة له " تفضل بالدخول ، يابنى " . أخذته السيدة وأجلسته على كرسى هزاز أمام مدفأة قديمة كبيرة ، ثم مضت .
جلس الغلام هناك فترة وهو يقول لنفسه : يوحنا 3 : 16... أنا لا أفهم منها شيئا ، ولكنها بالتأكيد تجعل غلاما يعانى من البرد يشعر بالدفء .

بعد ذلك عادت السيدة مرة أخرى الى الغلام وقالت له " هل أنت جائع ؟ " فرد قائلا " حسنا بعض الشئ ، فقد أكلت منذ يومين ، واعتقد أنه يمكننى تناول بعض الطعام " ، أخذته السيدة الى المطبخ وأجلسته الى منضدة كبيرة ممتلئة بكثير من الطعام
الشهى . فأخذ يأكل ويأكل حتى لم يقدر أن يأكل أكثر مما تناوله .

ثم فكر فى نفسه مرة أخرى :  يوحنا 3 :16  .... يافتى ، أنا بالتأكيد لا أفهمها ولكنها بالتأكيد تشبع غلاما جائعاً .

ثم اصطحبته السيدة الى الدور العلوى الى حمام به بانيو كبير مملؤ بماء دافئ ، فجلس هناك وبعدها غطس فى الماء .
وبنما هو يجلس فى الماء الدافئ فكر قائلا أننى بالتأكيد لا أعرف شيئاً عما تعنيه  يوحنا 3 :16  ....

ولكنها بالتأكيد تنظف غلاما قذراً مثلا. هل تعلم ، أننى لم أحصل على حمام حقيقى طيلة عمرى . المرة الوحيدة التى استحممت فيها كانت حينما وقفت أمام حنفية الحريق حينما جربوها !!!! .

ثم عادت السيدة وأوصلته الى غرفة ، وأدخلته الى فراش كبير قديم من الريش ، ثم سحبت الغطاء فوقه حتى رقبته ، ثم قبلت وجنته قائلة تصبح على خير ، ثم اطفأت النور وتركته ينام . وبينما هو يستلقى فى الظلام ويرى عبر النافذة الثلج يتساقط فى هذه الليلة القارسة ،
فكر فى نفسه مرة أخرى :  يوحنا 3 :16  .... أنا لست أفهمها ولكنها بالتأكيد تريح غلاما متعباً .

فى صباح اليوم التالى ، أتت السيدة مرة أخرى واصطحبته الى نفس المائدة الكبيرة المليئة بالطعام . وبعدما أكل اصطحبته الى نفس الكرسى الهزاز أمام المدفئة ، ثم تناولت كتابا مقدسا كبيراً قديم . ثم جلست أمامه ونظرت الى وجهه وقالت له فى رفق " هل تفهم  يوحنا 3 :16  "

فاجاب قائلا " لا يا سيدتى . المرة الأولى التى اسمع بها كانت الليلة الماضية حينما نصحنى رجل البوليس بأن أستخدمها ،
" وهكذا فتحت السيدة الإنجيل على  يوحنا 3 :16  وبدأت تتكلم معه عن يسوع . وهناك فى هذا المكان فى مواجهة المدفأة سلم الغلام قلبه وحياته الى يسوع . وهو جالس هناك فال لنفسه .  يوحنا 3 :16 ....

أننى لا أفهمها حقا ، ولكنها تجعل غلاما ضائعا مثلى ينجو فى أمان .
هل تعلم ، أننى أعترف أننى لا أفهمها أنا بدورى ، كيف رغب الآب فى ارسال ابنه الوحيد ليموت عنى ، وكيف أطاع يسوع مثل هذا الأمر . أنا لا أفهم مقدار معاناة الآب ، والم كل ملاك فى السماء وهم يرقبون يسوع يتجرع كأس الموت
. اننى لا أدرك عمق هذا حبه لى الذى ثبت يسوع فوق الصليب حتى النهاية . أنا لا أفهمه ، ولكنه بالتأكيد جعل الحياة تستحق أن نحياها .

"لانه هكذا احب الله العالم
حتى بذل ابنه الوحيد
لكي لا يهلك كل من يؤمن به
بل تكون له الحياة الابدية

هذه هي ارادة الله ان لا نهلك بل نخلص كلنا والطريق الوحيد للخلاص هو يسوع , لم يأتي يسوع لكيما يزيد ديانة جديدة فهناك ديانات كثيرة في هذا العالم الفاني المتعب المرهق , لكن ارسل الله ابنه من اجل عمل الفداء لخلاص البشرية من الموت الابدي ومن يوم الغضب الاتي الى العالم الذي به سوف يدين الله الشر والخطية -

0 التعليقات:

إرسال تعليق